(١)
موقف المدرستين ممّن روى عن رسول الله (ص)
لما سبق ذكره في باب الصحابة والإمامة ، يأخذ أتباع مدرسة أهل البيت بعد عصر الرسول (ص) معالم دينهم من أئمّة آل البيت الاثني عشر في مقابل أتباع مدرسة الخلفاء الّذين يأخذون معالم دينهم من أيّ فرد من أصحاب رسول الله (ص) دون ما تمييز بينهم ، فإنّ جميعهم عدول عندهم ، بينما لا يرجع أتباع مدرسة أهل البيت إلى صحابة نظراء طلحة(١) وعبد الله بن الزبير (٢) اللّذين حاربا عليّا يوم الجمل ، ولا معاوية (٣) وعمرو
__________________
(١) أبو محمد طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي ، وأمّه الصعبة أخت العلاء الحضرمي ، آخى النبيّ بينه وبين الزبير ، كان من أشدّ المؤلّبين على عثمان ، فلما قتل عثمان سبق إلى بيعة علي بن أبي طالب ثمّ خرج إلى البصرة مطالبا بدم عثمان من علي بن أبى طالب ورآه مروان يوم الجمل فرماه بسهم قتل منه سنة ٣٦ ه. روى عنه أصحاب الصحاح ٣٨ حديثا. راجع : «أحاديث أم المؤمنين عائشة» ١ / ١٠٩ ـ ١٩٦. وجوامع السيرة ص ٢٨١.
(٢) أبو خبيب عبد الله بن الزبير القرشي الاسدي ، أمه أسماء بنت أبي بكر. كانت أم المؤمنين تحبه وتكنى به ، وكان يبغض آل البيت وكان الامام علي يقول : ما زال الزّبير منّا أهل البيت حتى نشأ ابنه عبد الله. وكان من المحرضين لها في حرب الجمل ، واستقل بمكة بعد استشهاد الحسين ، وقتله الحجاج سنة ثلاث وسبعين في مكة. روى عنه أصحاب الصحاح ٣٣ حديثا. راجع ترجمته بأسد الغابة وواقعة الجمل في أحاديث عائشة وجوامع السيرة ص ٢٨١.
(٣) أبو عبد الرحمن معاوية بن أبي سفيان القرشي الأموي. أمّه هند بنت عتبة. أسلم بعد الفتح ، وولّاه أخوه لما طعن في عمواس سنة ١٨ ، فأقره عمرو بقي واليا على الشام حتى قتل عثمان ، فتمرّد على الإمام وجهز جيشا لقتاله فتلاقيا بصفين سنة ٣٦ ه ، ولما لاح النصر لجيش الإمام خدعهم برفع المصاحف ودعوتهم إلى حكمه فقرروا التحكيم فغدر عمرو بن العاص بأبي موسى. وفي سنة ٤١. صالحه الإمام الحسن فأصبح خليفة المسلمين وتوفي سنة ٦٠ ه ، روى عنه أصحاب الصحاح ١٦٣ حديثا. راجع فصل : مع معاوية في «أحاديث أم المؤمنين عائشة» ، وجوامع السيرة ص / ٢٧٧.