ابن العاص (١) اللّذين حارباه في وقعة صفين ، ولا ذي الخويصرة (٢) وعبد الله بن وهب (٣) اللّذين حارباه يوم النهروان.
وكذلك لا يأخذون من نظرائهم من أعداء عليّ سواء كانوا معدودين من الصحابة أو التابعين أو اتباع التابعين أو من سائر طبقات الرواة (٤).
فبينا نجد مثلا أمام المحدّثين البخاري لا يخرج حديثا واحدا في صحيحه عن جعفر بن محمّد الصادق سادس أئمّة أهل البيت (٥) والّذي يروي عنه آلاف المحدثين من أتباع مدرسة أهل البيت آلاف الأحاديث. يروي هو وأبو داود والنسائي في صحاحهم عن عمران بن حطّان (٦) الخارجي الّذي يقول في عبد الرحمن بن ملجم وقتله للإمام عليّ :
يا ضربة من تقيّ ما أراد بها |
|
إلّا ليبلغ من ذي العرش رضوانا |
إنّي لأذكره يوما وأحسبه |
|
أو في البريّة عند الله ميزانا |
ويروي النسائي مثلا في صحيحه عن عمر بن سعد (٧) قاتل الحسين ويقول علماء
__________________
(١) أبو عبد الله عمرو بن العاص القرشي السهمي. وأمّه النابغة كانت من شهيرات البغايا في الجاهلية ، أسلم عام خيبر ، وفتح مصر ووليها لعمر ، ولما عزله عثمان أصبح من أشدّ المؤلبين عليه. وبعد قتله اشترط على معاوية أن يعطيه مصر على نصره إيّاه. فاشترك في صفين وأشار على معاوية برفع المصاحف ، وغدر بأبي موسى في التحكيم ، ثمّ ذهب إلى مصر وقتل محمد بن أبي بكر ووليها حتى توفي بها بعد سنة أربعين. وروى عنه أصحاب الصحاح ٣٩ حديثا. راجع فصل مع معاوية بأحاديث عائشة ، وجوامع السيرة ص ٢٨٠.
(٢) ذو الخويصرة التميمي. اسمه الحرقوص. كان رسول الله ذات يوم يقسم فقال : يا رسول الله اعدل فقال : ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل ، وأخبر عن خروجه وقتله ، فقتل بالنهروان مع الخوارج وطلبه علي فوجده كما أخبر عنه الرسول. ترجمته بأسد الغابة.
(٣) عبد الله بن وهب الراسبي السبائي ، بايعه الخوارج على أنه خليفتهم سنة ٣٧ ه فقتل في النهروان راجع عبد الله بن سبأ ٢ / ٢٣٥ ـ ٢٣٦.
(٤) وقد يروون من هؤلاء ما كان في فضل على وما شابهه ، وذلك لأنّ الفضل ما شهدت به الأعداء أو ما كان منهم اعترافا بحقّ.
(٥) أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق ، قال المفيد في الإرشاد ص : ٢٥٤ ، «انّ أصحاب الحديث قد جمعوا أسماء الرواة عنه من الثقات على اختلافهم في الآراء والمقالات فكانوا أربعة آلاف رجل» توفي سنة ١٤٨ ه.
(٦) عمران بن حطان البكري ثمّ الشيباني السدوسي ، من شعراء الشراة. ترجمته في الأغاني ط ساسي ج ١٦ / ١٤٧ ـ ١٥٢.
(٧) أبو حفص عمر بن سعد القرشي الزهري قتله المختار سنة ٦٥ او ٦٦ أو ٦٧. ترجمته بتقريب التهذيب ج ٧ / ٤٥١.