(٣)
منع كتابة سنّة الرسول (ص) إلى آخر القرن الأوّل الهجري
على عهد الخليفتين أبي بكر وعمر
في طبقات ابن سعد : «انّ الأحاديث كثرت على عهد عمر بن الخطاب فأنشد الناس أن يأتوه بها فلمّا أتوه بها أمر بتحريقها» (١).
منعت مدرسة الخلفاء من تدوين حديث الرسول إلى رأس المائة من هجرة الرسول الأكرم (ص) ، وليتهم اكتفوا بذلك بل منعوا من رواية حديثه كذلك.
روى الذهبي أنّ أبا بكر جمع الناس بعد وفاة نبيّهم فقال : «إنّكم تحدّثون عن رسول الله (ص) أحاديث تختلفون فيها ، والناس بعدكم أشدّ اختلافا ، فلا تحدّثوا عن رسول الله شيئا ، فمن سألكم فقولوا بيننا وبينكم كتاب الله فاستحلّوا حلاله وحرّموا حرامه» (٢).
وروى عن قرظة بن كعب أنّه قال : «لمّا سيّرنا عمر إلى العراق مشى معنا عمر إلى صرار ، ثم قال : أتدرون لم شيّعتكم؟ قلنا : أردت أن تشيعنا وتكرمنا ، قال : إنّ مع ذلك لحاجة ، إنّكم تأتون أهل قرية لهم دويّ بالقرآن كدويّ النحل فلا تصدّوهم بالأحاديث عن رسول الله وأنا شريككم ، قال قرظة : فما حدّثت بعده حديثا عن رسول الله (ص)».
وفي رواية اخرى : فلمّا قدم قرظة بن كعب قالوا : حدّثنا ، فقال : نهانا عمر (٣).
__________________
(١) طبقات ابن سعد ٥ / ١٤٠ بترجمة القاسم بن محمد بن أبي بكر.
(٢) تذكرة الحفاظ للذهبي بترجمة أبي بكر ١ / ٢ ـ ٣.
(٣) أخرجها ابن عبد البر بثلاثة أسانيد في جامع بيان العلم ، باب ذكر من ذم الإكثار من الحديث دون التفهم له ٢ / ١٤٧ ، وتذكرة الحفاظ للذهبي ١ / ٤ ـ ٥.