وكان في الصحابة مثل قرظة بن كعب ممن تابعوا سنّة الخلفاء وامتنعوا عن نشر سنّة الرسول (ص) نظير عبد الله بن عمر وسعد بن أبي وقاص فقد روى الدارمي في باب من هاب الفتيا بكتاب العلم من سننه ١ / ٨٤ ـ ٨٥.
عن الشعبي : قال جالست ابن عمر سنّة فما سمعته يحدث عن رسول الله (ص).
وفي رواية أخرى عنه ، قال قعدت مع ابن عمر سنتين أو سنّة ونصف فما سمعته يحدث عن رسول الله (ص) شيئا إلّا هذا الحديث.
وروى عن السائب بن يزيد ، قال :
خرجت مع سعد ـ ابن أبي وقاص ـ إلى مكّة فما سمعته يحدّث حديثا عن رسول الله (ص) حتّى رجعنا إلى المدينة.
وكان في الصحابة من خالف سنّة الخلفاء وروى سنّة الرسول (ص) فلقي من الإرهاق ما نذكر أمثلة منه في ما يأتي :
في كنز العمال :
عن عبد الرحمن بن عوف قال : ما مات عمر بن الخطاب حتّى بعث إلى أصحاب رسول الله فجمعهم من الآفاق عبد الله بن حذيفة وأبا الدرداء وأبا ذرّ وعقبة ابن عامر ، فقال : ما هذه الأحاديث الّتي أفشيتم عن رسول الله في الآفاق؟
قالوا : تنهانا؟
قال : لا ، أقيموا عندي ، لا والله لا تفارقوني ما عشت ، فنحن أعلم نأخذ منكم ونردّ عليكم ، فما فارقوه حتّى مات (١).
وروى الذهبي أنّ عمر حبس ثلاثة ابن مسعود وأبا الدرداء وأبا مسعود
__________________
ـ وقرظة بن كعب أنصاري خزرجي ، في أسد الغابة هو أحد العشرة الذين وجّههم عمر مع عمار بن ياسر إلى الكوفة. شهد أحدا وما بعدها ، وفتح الري سنة ٢٣. ولاه عليّ على الكوفة لما سار إلى الجمل ، وتوفي بها في خلافته. أسد الغابة ٤ / ٢٠٣.
(١) الحديث رقم ٤٨٦٥ من الكنز. ط الأولى ج ٥ / ٢٣٩ ، ومنتخبه ج ٤ / ٦١. وعبد الرحمن بن عوف القرشي الزهري ، آخى الرسول بينه وبين عثمان من المهاجرين ، وجعل عمر تعيين الخليفة بيده في الشورى ـ