الأنصاري فقال : أكثرتم الحديث عن رسول الله (١).
وكان يقول للصحابة : أقلّوا الرواية عن رسول الله إلّا في ما يعمل به (٢).
هذه الرواية تتفق مع رواية عبد الله بن عمرو بن العاص في المغزى في أنّ قريشا نهته عن أن يكتب كلّ شيء سمعه من رسول الله (ص).
على عهد عثمان
كان ما ذكرناه على عهد الخليفتين أبي بكر وعمر أما عثمان فقد أقرّ ذلك حيث قال على المنبر : «لا يحلّ لأحد يروي حديثا لم يسمع به على عهد أبي بكر ولا على عهد عمر» (٣).
ويظهر أن ما رواه الدارمي وغيره من : «إن أبا ذر كان جالسا عند الجمرة الوسطى وقد اجتمع الناس يستفتونه ، فأتاه رجل فوقف عليه ، ثمّ قال : ألم تنه عن الفتيا؟ فرفع رأسه إليه ، فقال : أر قيب أنت عليّ؟! لو وضعتم الصمصامة على هذه ـ وأشار إلى قفاه ـ ثمّ ظننت أنّي أنفذ كلمة سمعت من رسول الله (ص) قبل أن تجيزوا
__________________
ـ فصفق على يد عثمان ، توفي بالمدينة عام ٣١ أو ٣٢ ه. روى عنه أصحاب الصحاح ٦٥ حديثا. راجع فصل الشورى من كتاب : (عبد الله بن سبأ) الجزء الأوّل. وجوامع السيرة ص ٢٧٩.
وعبد الله بن حذيفة لم أجد ترجمته ولعله عبد الله بن حذافة القرشي ، السهمي من قدماء المهاجرين ، مات بمصر في خلافة عثمان : تقريب التهذيب ١ / ٤٩.
وأبو الدرداء عويمر أو عامر بن مالك الأنصاري الخزرجي ، وأمّه محبة بنت واقد ابن الاطنابة ، تأخر إسلامه وشهد الخندق وما بعدها ، آخى النبيّ بينه وبين سلمان ، ولي قضاء دمشق على عهد عثمان ، وتوفي بها عام ٣٣ أو ٣٢ ه. روى عنه أصحاب الصحاح ١٧٩ حديثا. أسد الغابة ٥ / ١٥٩ ـ ١٦٠ و ١٨٧ و ١٨٨ ، وجوامع السيرة ص ٢٧٧.
وعقبة بن عامر اثنان : جهني وروى عنه أصحاب الصحاح ٥٥ حديثا ، وأنصاري سلمي ، أسد الغابة ٤ / ٤١٧ ، وجوامع السيرة ص ١٧٩.
(١) تذكرة الحفاظ ١ / ٧ بترجمة عمر.
وابن مسعود ، هو أبو عبد الرحمن ، عبد الله بن مسعود الهذلي ، وأمّه أم عبد بنت عبد ود الهذلي. كان أبوه حليف بني زهرة. أسلم عبد الله قديما وأجهر بالقرآن في مكّة فضربوه حتّى أدموه وهاجر إلى الحبشة والمدينة ، وشهد بدرا وما بعدها وقطع عثمان عطاءه سنتين لإنكاره على الوليد ما ارتكبه أزمان ولايته على الكوفة ومات سنة اثنتين وثلاثين وأوصى أن لا يصلي عليه عثمان. أسد الغابة ٣ / ٢٥٦ ـ ٢٦٠. ومستدرك الحاكم ٣ / ٣١٥ و ٣٢٠ وراجع أحاديث عائشة ٦٢ ـ ٦٥ وأبو مسعود الأنصاري عقبة بن عمرو البدري ، اختلف في وفاته. أسد الغابة ٥ / ٢٩٦.
(٢) تاريخ ابن كثير ٨ / ١٠٧.
(٣) منتخب الكنز بهامش مسند أحمد ٤ / ٦٤.