وفي باب كتابة العلم من البخاري : ان رجلا من أهل اليمن سمع حديث رسول الله فقال : أكتب لي يا رسول الله ، فقال : اكتبوا لأبي فلان (١).
وروي أن رجلا من الأنصار كان يجلس إلى النبيّ فيسمع من الحديث فيعجبه ولا يحفظه فشكا ذلك إلى النبيّ (ص) فقال له رسول الله (ص) : «استعن بيمينك» وأومأ بيده أي خطّ (٢).
وعن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، قال : قلت : يا رسول الله أكتب كلّ ما أسمع منك؟ قال : «نعم» قلت : في الرضا والغضب؟ قال : (نعم فإنّي لا أقول في ذلك كله إلّا حقّا).
وفي رواية إنّي أسمع منك أشياء فأكتبها؟ قال : نعم (٣).
وعن عبد الله بن عمرو قال : كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله (ص) أريد حفظه فنهتني قريش وقالوا : تكتب كل شيء سمعته من رسول الله (ص) ورسول الله (ص) بشر يتكلم في الغضب والرضا ، فأمسكت عن الكتابة فذكرت ذلك لرسول الله فأومأ باصبعه إلى فيه وقال : اكتب فو الذي نفسي بيده ما خرج منه إلّا حقّ (٤).
وفي رواية أخرى بعد هذا : انّه أتى رسول الله (ص) فقال : يا رسول الله (ص) إني أروي من حديثك فأردت أن أستعين بكتاب يدي مع قلبي إن رأيت ذلك ، فقال
__________________
ـ وفي مصادر مدرسة الخلفاء : المحدث الفاصل للرامهرمزي ، باب فضل الناقل عن رسول الله ص ١٦٣ ، وقواعد التحديث للقاسمي ، باب فضل راوي الحديث ط ٢ ص ٤٨ ، شرف أصحاب الحديث للخطيب البغدادي ، باب كون أصحاب الحديث خلفاء الرسول ص ٣٠ ، جامع بيان العلم لابن عبد البر ج ١ / ٥٥ ، أخبار اصبهان لأبي نعيم ج ١ / ٨١ ، الفتح الكبير للسيوطي ، عن أبي سعيد ج ١ / ٢٣٣ ، كنز العمال للمتقي ، كتاب العلم باب آداب العلم ، فصل رواية الحديث وآداب الكتابة ، عن علي (ع) وابن عباس ط ٢ ج ١٠ / ١٢٨ و ١٣٣ ح ١٠٨٦ و ١١٢٧ وج ١٠ / ١٨١ ، ح ١٤٠٧ ، والالماع للقاضي عياض ، باب شرف علم الحديث وشرف اهله ، ص ١١.
(١) صحيح البخاري ج ١ / ٢٢. وأبو فلان هو أبو شاة كما في الترمذي ج ١٠ / ١٣٥.
(٢) سنن الترمذي ، كتاب العلم باب : ما جاء في الرخصة فيه ج ١٠ / ١٣٤.
(٣) مسند أحمد ج ٢ / ٢٠٧. و ٢١٥.
(٤) ذكرنا مصادره في أوائل باب موقف المدرستين من نشر حديث الرسول في القرن الأوّل.