المطلب الرابع
في الوعد (١٣٨) والوعيد (١٣٩)
وهو يشتمل على مقدّمة وثلاثة مقاصد ، أمّا المقدمة : فنقول المستحقّ على الأفعال ستّة : مدح وثواب وشكر وعقاب وذمّ وعوض.
أمّا المدح فهو القول الدالّ على ارتفاع حال الغير مع القصد إلى ذلك ، ولو لا اعتبار القصد ، لكان قول اليهودي للمسلم : يا مسلم مدحا له ، وليس
__________________
ـ المذمومون. وقال الشيخ الطوسي في الاقتصاد ص ١٠٧ : فتنسب عند ذلك الغلاء والرخص إلى العباد الذين سبّبوا ذلك. وقال الحلبي في تقريب المعارف ص ٩٥ : ويذمّ أو يمدح من سبّب الغلاء أو الرخص من العباد. وقال في الكافي ص ٦١ : فهو مضاف إلى من فعل أسبابه دونه تعالى ، والغلاء على هذا الوجه قبيح لاستناده إلى وجه قبيح. ففي هذه الكتب وغيره كإرشاد الطالبين للمقداد ، وكشف المرام للعلّامة ، قد تعرّضوا للتسبيب ، وكونه قبيحا وكونه فاعله مستحقّا للذمّ ، ولكن لم يقل أحد منهم بكون العوض على فاعل الأسباب فراجع.
(١٣٨) الوعد عبارة عن الإخبار بوصول النفع إلى الغير ، والوعيد هو الاخبار بوصول الضرر إلى الغير ، كذا في هامش الأصل.
(١٣٩) لا يخفى أنّ المصنّف ـ رحمهالله ـ في جعله مباحث المعاد قبل أبواب النبوّة ـ