البحث الثاني
في صفات الإمام
ويختصّ الإمام زيادة على غيره من الولاة بصفات أربع :
كونه معصوما ، وأفضل الرعيّة ، ويعلمان عقلا ، وكونه أعلمهم بالشرع بعد التعبّد بالشرع ، وأنّه مقتدى به فيه ، وأشجعهم بعد التعبّد بالجهاد ، وكونه مقدّما فيه.
أمّا كونه معصوما فقد انفرد أصحابنا باعتبار ذلك فيه دون غيرهم من الطوائف عدا الاسماعيليّة (٢١). ويدلّ على اعتبار وجوب العصمة وجوه :
الأوّل : لو لم يكن معصوما لكان جائز الخطأ ، لكن لو كان كذلك لافتقر إلى إمام ، لوجود العلّة المحوجة إليه فيه ، ثمّ الكلام في ذلك الإمام كالكلام في الأوّل ، ولا يتسلسل ولا يدور ، لبطلان كلّ واحد من القسمين ،
__________________
(٢١) قال العلّامة الحلّي ـ ره ـ في أنوار الملكوت ص ٢٠٤ : ذهب أصحابنا الإماميّة ـ رحمهمالله ـ إلى وجوب عصمة الإمام ، وهو قول الإسماعيليّة خلافا لجميع الفرق.
والإسماعيليّة فرقة من الإماميّة قالوا بإمامة الستّة وأنّ السابع هو إسماعيل بن جعفر الصادق ـ عليهالسلام ـ لا موسى بن جعفر ـ عليهماالسلام ـ وهم عدّة فرق. راجع معجم الفرق الإسلامية.