الدليل الثاني :
عليّ أفضل الصحابة (١٥٠) ، فيجب أن يكون هو الإمام. أمّا الاولى فسيأتي تقريرها ، وأمّا الثانية فبما ثبت من قبح تقديم المفضول على الفاضل ، وبمثل هذه الطريقة يستدل بكونه أعلم وأشجع على تعيّنه للإمامة.
__________________
(١٥٠) قال المحقّق الطوسي في التجريد : وعليّ ـ عليهالسلام ـ أفضل لكثرة جهاده وعظيم بلائه في وقائع النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بأجمعها ولم يبلغ أحد درجته في غزاة بدر واحد ويوم الأحزاب وخيبر وحنين وغيرها ، ولأنّه أعلم لقوّة حدسه وشدّة ملازمته للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وكثرة استفادته عنه ورجعت الصحابة إليه في أكثر الوقائع بعد غلطهم ، وقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : أقضاكم عليّ ، واستند الفضلاء في جميع العلوم إليه وأخبر هو ـ عليهالسلام ـ بذلك ، ولقوله تعالى : (وَأَنْفُسَنا) ولكثرة سخائه ، وكان أزهد الناس بعد النبيّ وأعبدهم وأحلمهم وأشرفهم خلقا ، وأقدمهم إيمانا ، وأفصحهم لسانا ، وأسدّهم رأيا ، وأكثرهم حرصا على إقامة حدود الله تعالى ، وأحفظهم للكتاب العزيز ، ولإخباره بالغيب ، واستجابة دعائه ، وظهور المعجزات عنه ، واختصاصه بالقرابة ، والاخوّة ، ووجوب المحبة ، والنصرة ، ومساواة الأنبياء ، وخبر الطائر والمنزلة والغدير وغيرها ، ولانتفاء سبق كفره ، ولكثرة الانتفاع به ، وتميّزه بالكمالات النفسانيّة والبدنيّة والخارجيّة.
أقول : هذه أربعون وجها أو أكثر لإثبات أفضليته ـ عليهالسلام ـ على سائر الامّة. فتأمّل.