[أدلّة اخرى على إمامة عليّ ـ عليهالسلام ـ]
وقد استدلّ أصحابنا رحمهمالله بوجوه كثيرة ، قرآنية وأخباريّة.
منها قوله تعالى : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) (١).
و (إِنَّما) للحصر ، ويجري مجرى قوله : «لا وليّ لكم إلّا الله» و «وليّ» بمعنى «أولى» لاستحالة أن يراد به وليّ النصرة ، لأنّ ذلك لا يخصّ عليّا ـ عليهالسلام ـ. فتكون الولاية ثابتة لمن زكّى في حال ركوعه. ولم يثبت ذلك إلّا لعليّ ـ عليهالسلام ـ (٢).
ومنها قوله [تعالى] : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ
__________________
(١) سورة المائدة ، الآية : ٥٥.
(٢) الأخبار في نزولها في عليّ ـ عليهالسلام ـ إذ تصدّق بخاتمه وهو راكع في الصلاة متواترة عن أئمّة العترة الطاهرة ، وحسبك ممّا جاء نصّا في هذا من طريق غيرهم حديث ابن سلام مرفوعا إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فراجعه في «صحيح النسائي» ج ص أو في تفسير سورة المائدة من كتاب «الجمع بين الصحاح الستّة» ومثله حديث ابن عبّاس ، وحديث عليّ مرفوعين أيضا فراجع حديث ابن عبّاس في تفسير هذه الآية من كتاب «أسباب النزول» للإمام الواحدي وراجع حديث عليّ في كنز العمّال ٦ / ٤٠٥. وفي الباب ١٨ من غاية المرام للبحراني ٢٤ حديثا من طريق الجمهور في نزولها في عليّ. على أنّ نزولها في عليّ ممّا أجمع المفسرون عليه ، وقد نقل إجماعهم هذا غير واحد من أعلام أهل السنّة كالقوشجي في مبحث الإمامة من شرحه على التجريد.
راجع المراجعات للسيّد شرف الدين ١٥٥ الطبعة الرابعة.