ولو واقعت المعصية لجاز أذاها ، لكن أذاها محرّم بالإطلاق على هذا الحديث. (١٠)
الثالث : الباغي على عليّ ـ عليهالسلام ـ كافر ، ومعنى كفره أنّه لا يستحقّ اسم الايمان ويستحق العقاب الدائم ، لقوله ـ عليهالسلام ـ : «حربك يا عليّ حربي وسلمك سلمي» (١١) ولا يخرجون بذلك عن اسم الإسلام وحقن المال والدم إذا لم يحاربوا لقوله ـ عليهالسلام ـ : «امرت أن اقاتل الناس حتى يقولوا لا
__________________
والشجنة كالغصن يكون من الشجرة.
وفي مجالس المفيد وأمالي الطوسي مثل ما نقلنا من المناقب أوّلا.
وقال في المناقب : عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إنّه قال : إنّما فاطمة بضعة منّي فمن أغضبها فقد أغضبني. أخرجه البخاري. وفي مسلم : إنّما فاطمة بضعة منّي يريبني ما أرابها ويؤذيني ما آذاها.
راجع البحار ج ٤٣ ص ١٩ ـ ٨٠ وصحيفة الرضا ص ٥ وعيون أخبار الرضا ج ٢ ص ٤٦ وأمالي الصدوق ص ٢٩٣ و ٣١٣ و ٣٧٧ وكشف الغمّة ١ / ٤٧١ والاحتجاج ٢ / ١٠٣ والمناقب ٣ / ١١٢ وأمالي الطوسي ١ / ٢٤ و ٢ / ٤١ ومجالس المفيد ٩٤ و ٢٥٩ ومعاني الأخبار ٣٠٢ و ٣٠٣ كذا في العوالم ج ١١ ص ٥٢ ـ ٥٨ وذيله.
أقول : هذه الروايات بكثرتها واختلاف عباراتها تدلّ على أنّ فاطمة الزهراء سلام الله عليها مع الحقّ والحقّ معها كما أنّ عليّا ـ عليهالسلام ـ مع الحقّ والحقّ معه ، لا يفارقان الحقّ ولا يفارقهما الحقّ ، فهما معصومان مطهّران ، وميزانان لتمييز الحقّ عن الباطل. وإذا كان الأمر كذلك ، فلا ريب في بطلان ما فعل الشيخان بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، إذ لو كان ما فعلا حقّا لما خالفتهما الزهراء سلام الله عليها.
(١٠) قد مرّ توضيحه آنفا نقلا عن ابن شهرآشوب في مناقبه. راجع التعليقة الرقم : ٩.
(١١) راجع إحقاق الحق ٦ / ٤٤٠ و ٧ / ٢٩٦ و ١٣ / ٧٠.