التقية : هي المسألة الثانية التي يأخذها هؤلاء المفتنون والمتعصبون على مذهب أهل البيت عليهمالسلام ، فيقولون : لما ذا تستخدمون التقية؟ أليست التقية نوعاً من النفاق؟
وقد ضخّم هؤلاء هذه المسألة إلى حدٍّ وكأنّ التقية فعل محرم ، أو من الذنوب الكبيرة أو أعظم من ذلك ، وغفلوا عن أنّ القرآن قد أجاز التقية في آيات متعددة تحت ظروف خاصة ، والروايات الواردة في مصادرهم تؤكد هذا المعنى ، بل الأمر أكثر من هذا ، فالعقل يأمر بالتقية بشكل صريح إذا تحقّقت شروطها ، إضافة إلى أنّ الكثير من هؤلاء قد مارسوها في حياتهم الشخصية وعملوا بها.
ولتوضيح هذا الكلام لا بدّ من ملاحظة النقاط التالية :
١. ما هي التقية؟
هي أن يكتم الإنسان عقائده الدينية عند احتمال تعرضه للخطر أمام المخالفين والمتعصبين ، ومثالاً على ذلك : كما إذا وقع مسلم موحد في قبضة مجموعة من عبدة الأصنام والمعاندين ، فإذا أظهر عقيدته التوحيدية