الإتيان بمثله ، أو الأمر الخارق للعادة المطابق للدعوى المقرون بالتحدّي ، أو هي التي يعجز البشر عن أن يأتوا بمثلها ، لا إمكانا ولا وقوعا.
وقيد : «لا إمكانا ولا وقوعا» ، لإخراج ما يعجز عنه البشر اليوم ، ويتمكّن منه غدا ، كما في التطوّر الحاصل في الاكتشافات التكنلوجيّة والعلميّة وفي كلّ حقول العلوم ، كالاكتشافات الذرّيّة مثلا ، فالبشر قبل مائة سنة عاجزون عن صناعة القنبلة الذرّيّة ، لكنّهم في خمسينيات القرن الماضي ، استطاعوا صناعة القنبلة ، والعجز هنا عجز وقوع لا عجز إمكان ، أمّا مثل إحياء الموتى فالبشر عموما ـ إلّا من أذن له الله عزوجل ـ عاجزون وقوعا : لا يتمكّنون من ذلك في كلّ حين ، اليوم وبالأمس وفي المستقبل.
وفي الشرع والاصطلاح عرّفها لنا قطب الدين الراونديّ فقال : هو كلّ حادث من فعل الله أو بأمره أو تمكينه ناقض لعادة الناس في زمان تكليف مطابق لدعوته أو ما يجري مجراه (١).
وعرّفها السيّد الخوئي رحمهالله : أن يأتي المدّعي لمنصب من المناصب الإلهيّة بما يخرق نواميس الطبيعة ويعجز عنه غيره شاهدا على صدق دعواه ، وإنّما يكون المعجز شاهدا على صدق ذلك المدّعي إذا أمكن أن يكون صادقا في تلك الدعوى وأمّا إذا امتنع صدقه في دعواه بحكم العقل ، أو بحكم النقل الثابت عن نبيّ أو إمام معلوم العصمة ، فلا يكون ذلك شاهدا على الصدق ولا يسمّى معجزا في الاصطلاح وإن عجز البشر عن أمثاله.
مثال الأول : ما إذا ادّعى أحد أنّه إله ، فإنّ هذه الدعوى يستحيل أن تكون صادقة بحكم العقل ، للبراهين الصحيحة الدالّة على استحالة ذلك.
__________________
(١) انظر الخرائج والجرائح ٣ : ٩٧٤.