فإن شفى صاحبكم أخي آمنّا على يده ، [ونحن تسعون] ألفا ، فينا البأس والنجدة والقوّة والشدّة ، ولنا الكنوز من الذهب والفضة.
نحن سبّاق جلاد ، سواعدنا شداد وأسيافنا حداد ، وقد أخبرتكم بما عندي.
فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : وأين أخوك يا غلام؟ فقال : سيأتي في هودج له.
فقال عليهالسلام : إذا جاء أخوك شفيت علّته.
[فالناس على مثل ذلك] إذ أقبلت امرأة عجوز تحت محمل على جمل فأنزلته بباب المسجد ، فقال الغلام : جاء أخي يا عليّ.
فنهض عليهالسلام ودنا من المحمل (١) ، وإذا فيه غلام له وجه صبيح ، فلمّا نظر إليه بكى الغلام ، وقال بلسان ضعيف : إليكم الملجأ والمشتكى يا أهل بيت النبوة.
فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : اخرجوا الليلة إلى البقيع فستجدون من عليّ عجبا.
__________________
بينهم في الجاهلية. والقصة في ذلك : أنه كان يجتمع العشرة من الرجال فيشترون بعيرا فيما بينهم وينحرونه ، ويقسمونه عشرة أجزاء وكان لهم عشرة قداح ، لها اسماء وهي : الفذ وله سهم ، والتوأم وله سهمان ، والرقيب وله ثلاثة ، والحلس وله أربعة ، والنافس وله خمسة ، والمسبل وله ستة ، والمعلى وله سبعة ، وثلاثة لا انصباء لها ، وهي المنيح والسفيح والوغد.
وكانوا يجعلون القداح في خريطة ويضعونها على يد من يثقون به فيحركها ويدخل يده في تلك الخريطة ويخرج باسم كل قدحا ، فمن خرج له قدح من الاقداح التي لانصباء لها لم يأخذ شيئا والزم بأداء ثلث قيمة البعير ، فلا يزال يخرج واحدا بعد واحد حتى يأخذ أصحاب الانضباء السبعة أنصباءهم ، ويغرم الثلاثة الذين لا أنصباء لهم ، قيمة البعير ، وهو القمار الذي حرم الله تعالى فقال ـ في سورة المائدة الآية ٣ : (وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ ذلِكُمْ فِسْقٌ) يعني حراما.
ومعنى الاستقسام بالازلام : طلب معرفة ما يقسم لها بها ، وقيل هو الشطرنج والنرد (انظر مجمع البحرين ٢ : ٢٨٨ ـ ٢٨٩).
(١) في «أ» «و» : (الجمل).