الأرض من تحته نسفا ، وخسفتها عليه خسفا ، إلّا أنّ احتمال الجاهل صدقة [عليه].
ثمّ حمد الله وأثنى عليه ، وصلّى على النبيّ وآله ، وأشار بيده اليمنى إلى الجوّ فدمدم ، وأقبلت غمامة ، وعلت سحابة ، وسمعنا منها فإذا هي (١) تقول :
السلام عليك يا أمير المؤمنين ، ويا سيّد الوصيّين ، ويا إمام المتّقين ، ويا غياث المستغيثين ، ويا كنز الطالبين ، ومعدن الراغبين.
فأشار عليهالسلام إلى السحابة ، فدنت.
قال ميثم : فرأيت الناس كلّهم قد أخذتهم السكرة ، فرفع رجله وركب السحابة وقال لعمّار : أركب معي وقل : (بِسْمِ اللهِ مَجْراها وَمُرْساها) (٢).
فركب عمّار ، وغابا عن أعيننا ، فلمّا كان بعد ساعة أقبلت السحابة حتّى أظلّت جامع الكوفة ، فالتفت فإذا مولاي عليهالسلام جالس على دكّة القضاء ، وعمّار بين يديه والناس حافّون حوله (٣) ، ثمّ قام وصعد المنبر وأخذ بالخطبة المعروفة ب «الشقشقيّة» (٤).
فلمّا فرغ منها اضطرب الناس ، وقالوا فيه أقاويل مختلفة ، فمنهم من زاده الله إيمانا ويقينا ، ومنهم من زاده (٥) كفرا وطغيانا.
__________________
(١) ليست في «س» «ه».
(٢) هود : ٤١.
(٣) في «س» «و» «ه» : (به).
(٤) وتشمل هذه الخطبة الشريفة على الشكوى من أمر الخلافة ، ثم ترجيح صبره عنها ، ثم مبايعة الناس له عليهالسلام. (انظر الخطبة ـ والتي اولها : «أما والله لقد تقمصها فلان وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى ...» ـ في نهج البلاغة ١ : ٣٠ ـ ٣٧ / الخطبة ٣).
(٥) كذا في المصادر.