الطويلة ، وضربت بها صدر معاوية بالشام ، وأخذت بها من شاربه ـ أو قال : من لحيته ـ فمدّ يده عليهالسلام وردّها وفيها شعرات كثيرة ، وتعجّبوا من ذلك.
ثمّ اتّصل الخبر بعد مدّة طويلة بأنّ معاوية سقط من سريره في اليوم الذي كان مدّ يده عليهالسلام وغشي عليه ثمّ أفاق وافتقد من شاربه ولحيته شعرات (١).
وروى أنّه عليهالسلام قال ـ لمّا تعجّب الناس ـ : ولا تعجبوا من أمر الله سبحانه فإنّ آصف [بن برخيا] كان وصيّا ، وكان عنده علم من الكتاب ـ على ما قصّه الله تعالى في كتابه [فأتى بعرش بلقيس من سبأ إلى بيت المقدس قبل أن يرتد إلى سليمان طرفه وأنا أكبر قدرة منه] فإنّ عندي علم الكتاب كلّه ، ـ قال الله تعالى : (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) ما عنى به إلّا عليّا عليهالسلام وصيّ رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ (٢) والله لو كسرت لي الوسادة وجلست عليها لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم ، وبين أهل الإنجيل
__________________
(١) إلى هنا نقل الحديث العلّامة المجلسي في بحار الأنوار ٥٧ : ٣٤٤ ـ ٣٤٦ / ٣٦ قائلا : من بعض مؤلّفات القدماء عن القاضي أبي الحسن الطبري ، ... عن الشيخ المعتمر الرقّي ، رفعه إلى أبي جعفر ميثم التمّار قال : ... مثله.
(٢) ما بين الشارحتين يظهر أنّه من كلام الراوي. والآية : ٤٣ من سورة الرعد.
والروايات الواردة في هذا المعنى كثيرة ، فقد روى الكليني في الكافي بسنده عن أبي جعفر عليهالسلام في تفسير هذه الآية (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ)؟ قال : إيّانا عنى ، وعلي عليهالسلام أوّلنا وخيرنا وأفضلنا بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله. وانظر في تفسير هذه الآية وإنّها بحقّ عليّ عليهالسلام في تفسير أبي حمزة الثمالي : ٣٢٠ ، وتفسير العياشي ٢ : ٢٢٠ ـ ٢٢١ ، وتفسير القمي ١ : ٣٦٧ ، وتفسير فرات : ١٢٤ ، وغيرها من كتب التفسير. وفي شواهد التنزيل ١ : ٤٠٠ / ٤٢٢ نقل بسنده عن أبي سعيد الخدري قال : سألت رسول الله صلىاللهعليهوآله عن قول الله تعالى : (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) قال : ذاك أخي عليّ بن أبي طالب. وكذا عن ابن عبّاس في ج ١ : ٤٠١ / ٤٢٣ ، إنّها بحقّ عليّ عليهالسلام ... وإلى غير ذلك من كتب الخاصّة والعامّة. ونقلنا ذلك اليسير على سبيل المثال لا الحصر.