قل له : بلغني عنك كيت وكيت ، وكرهت أن أعتب عليك في وجهك ، فينبغي أن لا تذكر فيّ إلّا الحقّ [فقد أغضيت على القذى] إلى أن يبلغ الكتاب أجله.
فنهض إليه سلمان وأبلغه ذلك وعاتبه [ثمّ أخذ في ذكر مناقب أمير المؤمنين عليهالسلام ووصف فضله وبراهينه].
فقال عمر : يا سلمان عندي كثير من عجائب عليّ ، ولست أنكر فضله.
فقال سلمان : حدّثني بشيء ممّا رأيته ، فقال عمر : نعم يا أبا عبد الله ، خلوت ذات يوم بابن أبي طالب في شيء من أمر الخمس ، فقطع حديثي وقام من عندي وقال : مكانك حتّى أعود إليك فقد عرضت لي حاجة ، فخرج فما كان بأسرع من أن رجع وعلى ثيابه وعمامته غبار كثير ، فقلت له : ما شأنك؟
فقال : أقبل نفر من الملائكة وفيهم رسول الله صلىاللهعليهوآله يريدون مدينة بالمشرق يقال لها : «جيحون» (١) فخرجت لأسلّم عليهم ، فهذه الغبرة ركبتني من (٢) سرعة المشي.
فضحكت تعجّبا (٣) حتّى استلقيت على قفاي ، فقلت : رجل مات وبلي وإنّك تزعم أنّك لقيته الساعة (٤) ، وسلّمت عليه؟! هذا من العجائب!
__________________
(١) جيحون : بالفتح ، وهو اسم أعجمي.
قال حمزة : أصل جيحون بالفارسية هرون ، وهو اسم وادي خراسان على وسط مدينة يقال لها : «جيهان» فنسبه الناس إليها ، وقالوا : جيحون على عادتهم في قلب الألفاظ.
وقال ابن الفقيه : يجيء جيحون من موضع يقال له : ريوساران ، وهو جبل يتّصل بناحية السند والهند وكابل .. (انظر معجم البلدان ٢ : ١٩٦).
(٢) في «س» «ه» : (في).
(٣) ليست في «أ» «ه».
(٤) ليست في «أ» «و».