ثمّ استدعى بعليّ عليهالسلام وقال له : يا عليّ صر مع عطرفة ، فتشرف على قومه وانظر إلى ما هم عليه ، واحكم بينهم بالحقّ.
فقام أمير المؤمنين عليهالسلام مع عطرفة ، وقد تقلّد سيفه.
قال سلمان : فتبعته (١) إلى أن صار إلى الوادي (٢) ، فلمّا توسّطاه نظر إلى أمير المؤمنين عليهالسلام وقال : قد شكر الله تعالى سعيك يا أبا عبد الله فارجع.
فوقفت أنظر إليهما ، فانشقّت الأرض ودخلا فيها وعادت إلى ما كانت ، ورجعت وتداخلني من الحسرة ما الله أعلم به ، كلّ ذلك إشفاقا (٣) على أمير المؤمنين عليهالسلام.
فأصبح النبيّ صلىاللهعليهوآله [وصلّى بالناس الغداة ، وجاء وجلس على الصفا (٤) وحفّ به أصحابه ، وتأخّر أمير المؤمنين عليهالسلام وارتفع النهار ، وأكثر الناس الكلام إلى أن زالت الشمس] وقال المنافقون : قد أراحنا الله من أبي تراب ، وذهب عنّا افتخاره بابن عمّه علينا ، وأكثروا الكلام إلى أن صلّى النبيّ صلىاللهعليهوآله الصلاة الأولى ، وعاد إلى مكانه وجلس على الصفا ، وما زال أصحابه بالحديث إلى أن وجبت صلاة العصر وأكثروا القوم الكلام ، وأظهروا اليأس من أمير المؤمنين عليهالسلام فصلّى النبيّ صلىاللهعليهوآله صلاة العصر وجلس على الصفا ، وأظهر الفكر في أمير المؤمنين عليهالسلام وظهرت شماتة المنافقين
__________________
(١) في «س» «ه» : (فتبعه).
(٢) كلمة (الوادي) ساقطة من «أ» «و».
(٣) في «أ» «و» : (اشتياقا).
(٤) الصفا : مكان مرتفع من جبل أبي قبيس ، بينه وبين المسجد الحرام عرض الوادي الذي هو طريق وسوق ، ومن وقف على الصفا كان بحذاء الحجر الأسود ، والمشعر الحرام بين الصفا والمروة (انظر معجم البلدان ٣ : ٤١١).