١ ـ المعجزة حقيقة ثابتة (١) ، والسحر خيال أو وهم (٢) ، ويؤثّر على الحواس فقط (٣).
٢ ـ المعجزة لا تدخل تحت مقدور البشر إلّا من خصّه الله من نبيّ أو وصيّ ، والسّحر يدخل تحت مقدور كلّ البشر.
٣ ـ المعجزة لا يمكن تعلّمها وكذا تعليمها ، والسحر يمكن فيه التلمذ والتعلّم ولا يختصّ به واحد دون آخر.
٤ ـ السحر يستخدمه الأشرار وفي الغالب للتفريق بين المرء وزوجه ولضرر الآخرين و.. (٤).
٥ ـ السحر لا يظهر إلّا من فاسق.
هذا وإنّ السحر لا يختلف كثيرا عن الحيلة ـ لذا فإنّ بعض نقاط الفرق بين المعجزة والحيلة يمكن أن نجريها هنا ، بل هما متّحدان في كثير من الأمور ، وهذا ما يوضحه لنا قطب الدين الراونديّ حيث يقول :
ما ألقى سحرة فرعون من حبالهم وعصيهم حتّى خيّل إلى الناظر إليها من
__________________
(١) مثل قلب العصا إلى حية ، وإحياء الموتى ، وإطعام الخلق الكثير من الطعام اليسير ، وناقة صالح التي كانت تدر اللبن الوفير ، و...
(٢) (فَإِذا حِبالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى) طه : ٦٦.
(٣) (فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجاؤُ بِسِحْرٍ عَظِيمٍ) الأعراف : ١١٦.
(٤) وتصديق ذلك الآية : ١٠٢ من سورة البقرة ، وهي : (وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ هارُوتَ وَمارُوتَ وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما ما يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ وَيَتَعَلَّمُونَ ما يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ).