__________________
حدّثنا أبو المفضّل محمّد بن عبد الله بن المطلب الشيباني ، قال : حدّثني أبو القاسم موسى بن محمّد بن موسى الأشعري القمّي ، ابن أخت سعد بن عبد الله ، قال : حدّثني الحسن بن محمد بن إسماعيل المعروف بابن أبي الشورى ، قال : حدّثني عبيد الله بن علي بن أشيم ، قال : حدّثني يعقوب بن يزيد الأنباري ، عن حمّاد بن عيسى ، عن زرعة بن محمّد ، عن المفضّل بن عمر ، قال : قلت لأبي عبد الله جعفر بن محمّد عليهالسلام : كيف كانت ولادة فاطمة عليهاالسلام؟
قال عليهالسلام : نعم ، إنّ خديجة (رضوان الله عليها) لما تزوّج بها رسول الله صلىاللهعليهوآله هجرتها نسوة مكّة ، فكن لا يدخلنّ عليها ، ولا يسلمنّ عليها ، ولا يتركنّ امرأة تدخل عليها ، فاستوحشت خديجة من ذلك.
فلمّا حملت بفاطمة عليهاالسلام ، وكانت خديجة تغتمّ وتحزن إذا خرج رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فكانت فاطمة تحدّثها من بطنها ، وتصبّرها ، وكان حزن خديجة وحذرها على رسول الله.
وكانت خديجة تكتم ذلك عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فدخل يوما ، فسمع خديجة تحدّث فاطمة ، فقال لها : يا خديجة ، من يحدّثك؟!
قالت : الجنين الذي في بطني يحدّثني ويؤنسني.
فقال لها : يا خديجة ، هذا جبرئيل يبشّرني بأنّها انثى ، وأنّها النسمة الطاهرة الميمونة ، وأنّ الله تعالى سيجعل نسلي منها ، وسيجعل من نسلها أئمّة في الأمّة ، ويجعلهم خلفاء في أرضه بعد انقضاء وحيه.
فلم تزل خديجة على ذلك إلى أن حضرت ولادتها ، فوجهت إلى نساء قريش وبني هاشم ليلين منها ما تلي النساء من النساء ، فأرسلن إليها بأنّك عصيتنا ، ولم تقبلي قولنا ، وتزوّجت محمّدا ، يتيم أبي طالب ، فقيرا لا مال له ، فلسنا نجيئك ، ولا نلي من أمرك شيئا ، فاغتمّت خديجة لذلك. فبينا هي في ذلك إذ دخل عليها أربع نسوة طوال كأنّهن من نساء بني هاشم ، ففزعت منهنّ ، فقالت لها إحداهنّ : لا تحزني ـ يا خديجة ـ فإنّا رسل ربّك إليك ، ونحن أخواتك ، أنا سارة ، وهذه آسية بنت مزاحم وهي رفيقتك في الجنّة ، وهذه مريم بنت عمران ، وهذه صفوراء بنت شعيب ، بعثنا الله إليك لنلي من أمرك ما تلي النساء من النساء.
فجلست واحدة عن يمينها ، والأخرى عن يسارها ، والثالثة بين يديها ، والرابعة من خلفها ، فوضعت خديجة فاطمة عليهاالسلام طاهرة مطهّرة ، فلمّا سقطت إلى الأرض أشرق منها النور حتّى دخل