فأرساها ، فأخرج منها ماءها ومرعاها ، الذي تعاظم عن صفات الواصفين ، وتجلّل عن تحبير لغات الناطقين (١) ، وجعل الجنّة ثواب المتّقين ، والنار عقاب الظالمين ، وجعلني نقمة للكافرين ، ورأفة (٢) ورحمة على المؤمنين.
عباد الله ، إنّكم في دار أمل ، وعد وأجل (٣) ، وصحّة وعلل ، دار زوال ، وتقلّب أحوال ، جعلت سببا للارتحال ، فرحم الله امرأ قصّر من أمله ، وجدّ في عمله ، وأنفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من قوله ، وقدّم ليوم فاقته ليوم يحشر فيه الأموات وتخشع له الأصوات ، وتذكر (٤) الأولاد والأمّهات (وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى) (٥) (يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ) (٦) (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً) (٧) (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ* وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) (٨) يوم (٩) تبطل فيه الأنساب وتقطّع الأسباب (١٠) ، ويشتدّ فيه على المجرمين
__________________
(١) في «أ» و : (كرامات الناطقين) ، وفي «س» «ه» : (كثير لغات الناطقين) بدل من : (تحبير لغات الناطقين) المثبت عن المصادر.
(٢) ليست في «أ».
(٣) في النسخ : «عدوه» ووضعت فوقها علامة ، وفي دلائل الإمامة : (بين حياة وأجل) والمثبت عن بحار الأنوار.
(٤) في دلائل الإمامة : «تنكر» وما في نسخنا موافق لما في بحار الأنوار ومستدرك الوسائل.
(٥) الحج : ٢.
(٦) النور : ٢٥.
(٧) آل عمران : ٣٠.
(٨) الزلزلة ٧ ـ ٨.
(٩) في «س» «ه» : (اليوم).
(١٠) قوله : (وتقطّع الأسباب) ساقط من «أ».