عن طريق الغيب أنّ عليّا وشيعته هم من سيبقى يذود عن الدين في قتال الخوارج في بعض الأخبار المتواترة ، وقتال غير الخوارج في أخبار متواترة أخرى ، وفيما يخصّ الأوّل ذكر ابن حجر ذلك بقوله :
ووقع في رواية أفلح بن عبد الله : وحضرت مع عليّ يوم قتلهم بالنهروان ؛ ونسبة قتلهم لعليّ ؛ لكونه كان القائم في ذلك ، وقد مضى في الباب قبله من رواية سويد بن غفلة عن عليّ أمر النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بقتلهم ولفظه : «فأينما لقيتموهم فاقتلوهم» وقد ذكرت شواهده ، ومنها حديث نصر بن عاصم عن أبي بكرة رفعه : «أنّ في أمّتي أقواما يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم فإذا لقيتموهم فانيموهم أي فاقتلوهم» أخرجه الطبريّ وتقدّم في أحاديث الأنبياء وغيرها : «لئن أدركتهم لأقتلنّهم» ، وأخرجه الطبريّ من رواية مسروق قال : قالت : لي عائشة : من قتل المخدج (تقصد ذا الثدية)؟؟ قلت : عليّ ، قالت : فأين قتله؟ قلت : على نهر يقال لأسفله النهروان ، قالت : ائتني على هذا بيّنة!! فأتيتها بخمسين نفسا شهدوا أنّ عليّا قتله بالنهروان.
أخرجه أبو يعلي والطبريّ وأخرج الطبرانيّ في الأوسط من طريق عامر بن سعد قال : قال عمّار لسعد : أما سمعت رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم يقول : «يخرج أقوام من أمّتي يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية يقتلهم عليّ بن أبي طالب» قال : أي والله (١).
وفي الحقيقة فالحديث والبحث في هذه القضيّة طويلان ، لكن كان مقصودنا التنبيه على بعض أغراض الإعجاز ، وأنّه ليس من شأن النبوّة فقط ، بل هو دخيل في بناء الإمامة أيضا ، علاوة على أنّه مفتاح لمصداقيّة ديننا ، دين الإسلام الحنيف.
__________________
(١) فتح الباري ١٢ : ٢٦٢.