قالا : يا رسول الله إن استغفرت لنا رجونا أن يغفر لنا ربّنا.
فأنزل الله الآية (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ) (١).
قال الرضا عليّ بن موسى عليهماالسلام : الحمد لله الذي جعل فيّ [و] في ابني محمّد أسوة برسول الله صلىاللهعليهوآله وابنه إبراهيم عليهالسلام (٢).
__________________
(١) المنافقون : ٦ وفي دلائل الإمامة ذكرت آية أخرى وهي : (إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ) التوبة : ٨٠.
وفي الهداية الكبرى جاء : فأنزل الله الآية بهما وفي براءة مارية : (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ الْمُؤْمِناتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ* يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) النور : ٢٣ ـ ٢٤.
(٢) رواه في دلائل الإمامة : ٣٨٤ / ٢ وعنه في مدينة المعاجز ٧ : ٢٦٤ / ٤ وحلية الأبرار ٤ : ٥٣٤ / ٢.
وأورده الحضيني في الهداية الكبرى : ٢٩٥ ـ ٢٩٨ ، مرسلا.
وأخرجه ابن شهرآشوب في مناقبه ٣ : ٤٩٣ ، ولم يذكر فيه قصة مارية القبطية وجريح الخادم ، وعنه في بحار الأنوار ٥٠ : ٨ / ذيل الحديث ٩.
ونقل البرسي في مشارق أنوار اليقين : ١٠٧ و١٥١ قطعة من الحديث.
أقول : إنّ الذي جرى على الإمام الجواد عليهالسلام هو امتداد لما جرى على عيسى عليهالسلام حينما أدرك المنافقون ـ وهم اليهود ورهبانهم ـ آنذاك بأنّ مصالحهم باتت على حافة الانهيار وذلك لقرب ولادة المسيح عليهالسلام فسعوا جاهدين بكلّ ما يمتلكونه من أساليب شيطانية لحفظ مصالحهم من الضياع ، فأوّل ما فعلوا أجّجوا الناس على مريم العذراء سلام الله عليها من خلال قذفهم إيّاها عليهاالسلام بالتّهم والإهانات وحتّى قالوا عنها ـ والعياذ بالله وحاشاها ـ بأنّها بغية أو زانية كما حكى لنا ذلك التاريخ والقرآن الكريم في الآية : (٢٨) من سورة مريم (يا أُخْتَ هارُونَ ما كانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَما كانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا).
وعند ما اشتدّت الحملة الأعلانية ضدّ مريم العذراء عليهاالسلام جاء الأمر الإلهي ونطق المسيح عليهالسلام وهو في المهد ببراءة أمّه عليهاالسلام ، حيث جاء في سورة مريم الآيات (٣٠ ـ ٣٣) (قالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتانِيَ