في محكم كتابه ، عن وصيّ سليمان عليهالسلام الذي كان عنده علم من الكتاب فأتى بعرش بلقيس من سبأ إلى مقام سليمان عليهالسلام ببيت المقدس (١) ـ مسيرة خمسمائة فرسخ ـ قبل أن يرتد إليه طرفه.
وكان هذا الوصيّ آصف بن برخيا وهو ابن عمّه ووصيّه وزوج ابنته (٢).
[و] (٣) هذا يوجب فضل نبيّنا صلىاللهعليهوآله على جميع الأنبياء عليهمالسلام ، وكان فضل أوصيائه على كافة أوصياء الأنبياء الذين كانوا قبل نبيّنا صلىاللهعليهوآله [كفضله عليهم] (٤) وعلى جميع المرسلين.
والمشهور من معجزات يوشع بن نون بن إفرائيم (٥) بن يوسف الذي كان وصيّ موسى عليهالسلام ، إنّه كان في بعض غزواته فعنّ (٦) له ما عجّزه عن صلاة العصر في وقتها حتّى غربت الشمس ، فتكلّم عليهالسلام بكلمات فردّ الله الشمس إلى المكان الذي يصلّي فيه العصر ، فصلّى هو ومن معه من المؤمنين ، وهذا ممّا لا يختلف فيه ، لشهرته (٧) بين أهل العلم (٨).
ووصي المسيح عليهالسلام فهو شمعون الصفا عليهالسلام ، وكان يبرئ الأكمه والأبرص ويأتي بالمعجزات والبراهين التي كان يظهرها المسيح عليهالسلام على ما اتّفقت عليه روايات
__________________
(١) قوله (ببيت المقدس) ساقط من «أ».
(٢) أورد المسعودي نحوه في إثبات الوصية : ٧٣.
(٣) من عندنا.
(٤) من عندنا لاستقامة العبارة.
(٥) في النسخ : (اقانيم) وهو تصحيف.
(٦) عنّ : ظهر أمامه واعترض (انظر كتاب العين ١ : ٩٠ ، لسان العرب ١٣ : ٢٩٠).
(٧) في «أ» «و» : (في شهرته) بدل من : (فيه لشهرته).
(٨) انظر تاريخ الطبري ١ : ١١٠ ، الكامل في التاريخ لابن الأثير ١ : ٢٠٢ ، إثبات الوصية : ٦٤.