رؤى علمية
للإمام رؤى ونظريات علمية ثاقبة سبق بها عصره بحوالي ألف سنة.
كروية الأرض وحركتها وجاذبيتها
قال متحدثا عن استقرار الأرض وتثبيتها بالجبال ، وعن الجاذبية الأرضية التي تحفظ توازن الأرض ، والبحار والأنهار أن تتفجر ، ناقدا النظريات الساذجة والتصورات الخاطئة عن الأرض والأفلاك والنجوم ، مبينا الصواب في ذلك بنظره الثاقب وعلمه بالكون والطبيعة وأسرار الفضاء : وما جعل الله سبحانه في الأرض من رواسي الجبال ، وغيرها مما ثقّلها به من الأثقال ، كيلا تميد بمن عليها من الانسان ، وغيره من أنواع الحيوان ، الذي لا بقاء له ولا قوام مع الميدان ، فموجود بأيقن الايقان ، إذ توجد بالعيان الأفلاك تمر من تحت الأرض دائرة ، وتخفى بممرها تحتها وتظهر عليها سائرة ، ولا يمكن أن يكون مسيرها ، تحتها ومقبلها ومدبرها ، إلا في خلاء أو عراء ، أو هواء أو ماء ..
وقال حشو هذه الأمة المختلف ، الذي لا يفقه ولا يتصرف ، قرار الأرض زعموا على ظهر حوت ، ونعتوا حوتها في ذلك بألوان من النعوت ، وأشبه هذه الأقوال عندنا بالحق ، وأقرب ما قيل به فيها من الصدق ، أن يكون ما تحت الأرض خلاء منفهقا ، وهواء من الأهوية منخفقا ، ليس فيهما لسالكهما رد يرده ، ولا للمقبل والمدبر فيهما صد يصده ، لقول الله سبحانه : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (٣٣)) [الأنبياء : ٣٣].
المطر من نجار البحار
قال مبينا نظرية تبخر الماء من البحار والأنهار ، وانتزاع السحاب له ، ثم تحويله مرة أخرى إلى ماء ورجوعه إلى الأرض على شكل مطر. وهي من الحقائق العلمية التي لم تكتشف إلا في عصرنا الحديث ، قال : قال الله سبحانه : (وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً (١) وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً (٢) وَالسَّابِحاتِ سَبْحاً (٣) فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً (٤)