الإسلام
قال عن الإسلام : وأيّ دين أحسن نظاما ، وأعدل أحكاما ، وأقل تناقضا ، وأرضى رضى ، من دين قامت دعائمه ، واعتدلت قوائمه ، على الأمر فيه بالعدل والاحسان ، ونهت نواهيه عن كل فحشاء وعدوان ، فلم يترك لمحسن ثوابا ، ولم يضع عن مسيء فيه عقابا ، بمقادير من قسط عادلة ، وموازين من عدل غير مائلة ، لولاه لفسدت الأرض خرابا ، وعدمت الصالحات ذهابا.
تشويه الحكام للإسلام
قال : ولكني أراه ظن ديننا ، وتوهم أحكام ربنا ، أحكام معاوية بن أبي سفيان ، وما سن بعد معاوية ملوك بني مروان ، من تناقض أحكامها ، وجورها في أقسامها ، وأولئك فأعداء ديننا ، وحكم أولئك فغير حكم ربنا ، وحكم ديننا فالحكم الذي لم يخالطه قط جور ، وأموره من الله فالأمور التي لا يشبهها أمور ، ويحق بذلك أمر وليه أحكم الحاكمين ، وحكم جاء من رب العالمين.
الملوك وراء نشأة المذاهب
قال : وليس لقلة ذلك ولا عسره ، ولا لملتبس لبس من أمره ، ضل القوم عنه ولا تاهوا ، ولكن لما سنّ فيهم ملوك بني أمية وشبهوا ، ولقهر بني أمية لهم وغلبة سلطانهم ، قوي عليهم فيه سلطان شيطانهم ، فألفوه حتى أنسوا به لطول الصحبة ، وعز فراقه في أنفسهم لما كان يكون في خلافه من الأنكال المعطبة ، ولمّا كان من جهله يومئذ لديهم منكلا محروما ، عاد مجهوله يومئذ فيهم بعد جهله معلوما ، ثمّ خلفت من بعدهم أخلاف السوّ ، التي أتت عداوتها للاسلام من وراء عداوة كل عدو ، فكانت أكلف بما سنّ لها أسلافها كلفا ، وأسرف في الاحتجاج للباطل سرفا.
الجهاد والثورة
فهم الإمام القاسم القرآن فهما جهاديا ثوريا ، يرفض الذلة الخنوع ، والانكفاء