حرارة دافقة وعقلانية متجردة.
مثل العالم والمتعلم
قال : ومثل العالم والمتعلم مثل نور الشمس ونور العينين.
افهم لو أن رجلا بصير العينين بقي في بيت مظلم قد سدّ عليه بابه ، وهو لا يهتدي إلى شيء فيه مخرجه ، أليس يكون متحيرا لا ينتفع ببصر عينيه ما دام البيت مظلما ، حتى إذا فتح عليه الباب ، وخرج ورأى ضوء الشمس ، انتفع ببصر عينيه عند ضوء الشمس. كذلك المتعلم يكون في بيت الجهل موثقا عليه بابه ، لا يهتدي إلى الخروج حتى يفتح عليه العالم العارف ، لأن المتعلم يستضيء بنور العالم.
مثل علماء السوء
قال : والعلم شفاء وزين ، لا يدخل معه داء ولا شين ، وليس العلم علم اللسان ، المعلق على ظاهر الإنسان ، الخالي عن القلب ، وإنما مثله كمثل شبكة الصياد التي ينثر عليها الحب للطير ، وليس يريد بذلك منفعة الطير ، ولكنه يريد أن يصطادها بذلك الحب المنثور على الشبكة.
كذلك عالم السوء لا يريد بعلمه رضي الله ، ولكن يريد رضي نفسه ومنفعتها ، وقد جعل هذا علمه شبكة ، ليصطاد حطام الدنيا.
* * *