نشأ نشأة آبائه الأكرمين في أحضان الفضيلة والعلم والزهد والورع والجهاد.
خرج أخوه محمد بن إبراهيم على المأمون العباسي في الكوفة يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الأولى سنة (١٩٩ ه) ، وبث الدعاة في سائر النواحي ، وأنفذ أخاه القاسم بن إبراهيم إلى مصر للدعاء إليه وأخذ البيعة له ، وكان عمر الإمام القاسم يومئذ (٢٧) أو (٢٦) سنة.
وقاتل الإمام محمد بن إبراهيم العباسيين قتالا شديدا وقتل منهم مقتلة عظيمة في وقعات عدة ، حتى قيل إنه قتل منهم مائتين ألف جندي (٢٠٠ ، ٠٠٠). ثم إنه أصيب بسهم وطعن في بعض وقعاته فاعتل ، ثم مات عليهالسلام يوم السبت لليلة دخلت من رجب سنة (١٩٩ ه) ودفن في الكوفة.
البيعة الأولى سنة (١٩٩ ه):
علم الإمام القاسم باستشهاد أخيه محمد بن إبراهيم وهو بمصر ، فدعا إلى نفسه وبث الدعاة وهو على حال الاستتار ، فأجابه عالم من الناس من بلدان مختلفة ، وجاءته بيعة أهل مكة ، والمدينة ، والكوفة ، وأهل الري (طهران حاليا) ، وقزوين ، وطبرستان ، والديلم ، وكاتبه أهل العدل من البصرة ، والأهواز ، وحثوه على الظهور وإظهار الدعوة ، فأقام بمصر نحو عشر سنين.
وذاع صيته هنالك وانتشر خبره ، وكان بيته ملتقى للعلماء والباحثين والمناظرين ، ومناظرة الملحد كانت في مصر ، وتناهى إلى سمع المأمون خبره وخافه خوفا شديدا وضيق عليه ، وتتبع أخباره وبعث الجواسيس عليه وعلى كل من يشك أن له به صلة.
ذكر الطبري : أن رجلا من إخوة المأمون قال له : يا أمير المؤمنين ، إن عبد الله بن طاهر ـ وكان والي مصر يومئذ ـ يميل إلى ولد علي بن أبي طالب ، وكذا كان أبوه من قبله.
قال : فدفع المأمون ذلك وأنكره ، ثم عاد بمثل هذا القول ، فدس إليه رجلا ثم قال له : امض في هيئة القراء والنساك إلى مصر فادع جماعة من كبرائها إلى القاسم بن إبراهيم بن طباطبا ، واذكر مناقبه وعلمه وفضائه ، ثم صر بعد ذلك إلى بعض بطانة عبد