ذلك الإمام الحسن بن بدر الدين في أنوار اليقين ، والإمام عبد الله بن حمزة في فتاويه.
أما الإمام القاسم بن محمد فإنه أكد أنه من تأليف الإمام القاسم بن إبراهيم ، وضح ذلك تلميذه الذي قرأه عليه الحسين بن علي بن صلاح القاسمي ، وهذا موجود على نسخة مكتوب عليه أن المؤلف الإمام القاسم بن إبراهيم وكلام الحسين بن علي القاسمي مزبور عليها بخط يده. والكتاب كله بخط يده.
وقال ابن أبي الرجال في ترجمته : وهو [الذي] ينسب إليه بعض العلماء الكامل المنير ، وبعضهم ينسبه إلى نجم آل الرسول القاسم بن إبراهيم ، وناهيك بهذا الشيخ الذي التبس ما صنفه بما صنفه هذا الإمام الجليل رحمهمالله جميعا ، ومن اطلع على هذا الكتاب علم محل الفقيه المذكور من العلم (١).
وأيضا فإن أسلوب ولغة الكامل المنير يختلف تماما عن أسلوب الإمام القاسم ، ولا يلمس هذا إلا من خبر أسلوب القاسم ، وأنا بحمد الله قرأت كتبه وحققتها حرفا حرفا ، حتى طبع أسلوب الإمام في فكري ، بحيث أنني أستطيع أن أميز كلام الإمام من غيره بأدنى تأمل ، لكثرة ما دققت في كتبه وتأملتها.
والإمام يعتمد أساسا العقل ثم القرآن الكريم في مناظرته ومحاججته ، والكامل المنير يعتمد السنة والأخبار ، ويذكر رجال الأسانيد كثيرا ، وهذا غير معهود في كتب الإمام القاسم.
ولهذا فأكاد أجزم بأن الكامل المنير ليس من تأليفه ، والله أعلم.
المسائل المنثورة
جمعت فيه كل ما وجدت من أسئلة وجّهت للإمام القاسم ، وجواباته على تلك الأسئلة ، ولهذا سميتها المسائل المنثورة ، لتناثرها ، ولاختلاف مواضيعها.
* * *
__________________
(١) مطلع البدور ١ / ٥٥ (مخطوط).