التحقيق
كيف كانت البداية
قبل أكثر من (١٤) سنة يعني سنة ١٤٠٥ ه تقريبا كانت بداية معرفتي بفكر الإمام القاسم ، حين أخذت في دراسة مجموع كتبه ورسائله على يدي شيخنا العلامة يحيى بن حسين الحشحوش ، فأخذت كتب الإمام القاسم بمجامع قلبي لدقة أنظاره ، وجزالة لفظه ، وبراعة استدلاله ، وبلاغة لغته ، بيد أنه كانت تواجهنا مشكلة التصحيف والسقط في المخطوطة الوحيدة التي لم أجد غيرها في صعدة كلها رغم بحثي المستمر عنها ، وضل يراودني الأمل في الوقوف على نسخة أخرى ، حتى يسّر الله ـ وله الفضل والمنة ـ الحصول على أكثر من مخطوطة من صنعاء وحجة سنة ١٤١٢ ه ، وكانت ـ بحمد الله ـ أدق وأصح وأوسع من المخطوطة التي بجوزتي. وكثيرا ما كنت أسمع كل من يتحدث عن الإمام القاسم وكتبه من الآباء العلماء وغيرهم ، يتحدثون عن تعقيد لغة الإمام ووعورة تراكبيه ، واستعصائها على الفهم ، وبعد تصحيح الكتاب وضبطه والتأمل الدقيق فيه تبين خطأ ما كان يظن فيه من التعقيد والاستعصاء على الفهم ، ومرد ذلك إلى الأخطاء والتصحيفات الكثيرة ، وسيلمس القارئ الكريم صحة ما أقول.
مراحل الإعداد :
لقد كانت أولى مراحل الإعداد تجميع المخطوطات ، ولقد أخذ مني ذلك كل مأخذ، فثاني نسخة حصلت عليها كانت من مكتبة السيد محمد بن زيد ، وهي موروثة من جدهم السيد العلامة محمد بن الحسن بن القاسم بن محمد ، والثانية من مكتبة الجامع الكبير بصنعاء ، ولم أتمكن من الحصول عليها إلا بعد وساطات عالية المستوى ، كالسيد العلامة محمد بن محمد المنصور حفظه الله كبير علماء صنعاء ووزير أوقاف سابق وناظر الوصايا اليمنية ، والسيد العلامة عبد الله بن يحيى الصعدي رحمهالله