وزير أشغال سابق ، والسيد العلامة يحيى الوشلي رحمهالله.
مراحل التحقيق
أول عمل قمت به أن نسخت المخطوط ثم قابلت المخطوطتين ثم دفعته إلى الكمبيوتر وظل أكثر من سنتين حتى تناثر وضاع أكثر ما نسخته ، فداخلني الملل والكلل ، ثم حصلت على نسختين أخريين فقوي العزم على معاودة تحقيقه من جديد ، وأعدت المقابلة وضبط النص ، ودفعته إلى الكمبيوتر ثانية إلى أن أنجزنا منه الكثير ، ثم حصل عطل في الكمبيوتر فأرجأنا العمل مرة أخرى ، وهكذا كلما تقدمت خطوة في العمل تأخرت أخرى ، ثم صممت على إنجازه مهما اعترضتني من عقبات ، وعملت حتى شارفت على التمام فأصاب الكمبيوتر فيروس فأفسد كثيرا من عملي ومسح كتبا عدة لم تكن حفظت ، وواصلت العمل حتى وفق الله وأعان على إتمامه. ولقد تجرعت الغصص حتى انتهيت من العمل فيه ، وقضيت السنوات ذوات العدد ـ أكثر من سبع سنوات ـ بل وحققت وطبعت أثناء العمل فيه أكثر من كتاب.
منهج التحقيق
تصحيح النص
يبدو لي أن أهم عمل ينبغي أن يوليه المحقق الاهتمام الكبير هو تصحيح النص وتقويمه ، حتى يكون أقرب ما يكون من نص المؤلف كما كتبه ، خاصة كتب القرون الأولى.
ولقد واجهت في تصحيح نص كتب الإمام عقبات وعقبات ، لغرابة ألفاظها ولخلوها من الإعجام ، فغالب الخطوط القديمة تأتي مهملة. وأذكر أني وقفت على كلمة (نحيرة) مهملة ، فافترضتها (تحبرة ، أو تخبرة ، أو تجبرة ، أو بحيرة ، أو بخيرة ، أو بجيرة ، أو تجيرة ، أو نحيزة) وقلبتها على وجوه عدة فلم أهتد لمعناها ، أو أقف في معاجم اللغة على معنى أطمئن إليه أنه المقصود للإمام ، وهكذا تركتها سنة تقريبا ، وبينما أنا