أتصفح كتابا لغويا إذ مرت بي كلمة (نحيرة) فتأملتها باهتمام كبير ثم عمدت إلى معجم (لسان العرب) فبحثت عنها ، وإذا به يفسرها بأنها تعني الطبيعة ، فعدت إلى أوراقي وملفاتي القديمة الخاصة بمجموع الإمام القاسم فتأملتها وتأملت السياق الواردة فيه ، فإذا هي هي فكدت أطير فرحا لوقوفي عليها وحمدت الله على ذلك.
ولقد بذلت جهدا مضنيا لتصحيح النص وتقويمه ، ولكثرة تأملي في كتب الإمام ، وتحقيقها حرفا حرفا ، فقد تشرّبت أسلوب الإمام وخبرت طريقته ، حتى كنت إذا قرأت نصا من كلامه وفيه تصحيف أو خطأ ينكشف لي ذلك قبل أي تأمل ، وقبل الرجوع إلى المخطوطات للتأكد والمقابلة. وكثيرا ما كنت أجتهد رأيي في تصحيح النص وتقويمه ، وإن خالفت جميع المخطوطات ، بيد أني أثبت ما ارتئيت في الأصل ، وأثبت ما في المخطوطات في الهامش ، فلعل قارئا متأملا يتبين له خطأ ما أثبت فلا أحرمه فرصة الوقوف على ما في المخطوطات ، وتلك أمانة علمية ينبغي أداؤها.
ضبط النص
لأن الكتاب يتناول أهم مواضيع العقيدة وأكثرها سخونة ، ولأنه من أقدم ما ألف في هذا الصدد ، ولأن كثيرا من كتبه ورسائله كتب في نهاية القرن الثاني ، ولأنه كتب بطريقة فريدة ـ النثر المشعور أو الشعر المنثور ـ وبتراكيب لغوية متينة ، ومفردات جزلة غريبة ، كان لا بد من ضبط النص ، لتسهل قراءته وتتضح معانيه.
توزيع النص
قطعت النص إلى فقرات ، والفقرة إلى جمل ، مستخدما علامات الترقيم المتعارف عليها. ولأن الكتاب شعر منثور أو نثر مشعور فكنت قد أزمعت على الفصل بين كل سجعة وأخرى بنجمة مميزة ، ثم أضربت عنها واستخدمت الفصلة. ولذلك فالفصلات ليست عشوائية ، وإنما وضعتها حسبما أراد الإمام أن يقرأ كتابه.