اللقاء التاريخي لأهل البيت
البيعة الثانية سنة (٢٢٠ ه):
بويع الإمام القاسم البيعة الثانية وعمره (٥١) سنة ، روى السيد أبو العباس الحسني قال : وحدثنا محمد بن منصور بالكوفة سنة تسعين ومائتين ، قال : كنت في منزلي بالكوفة سنة عشرين ومائتين كئيبا حزينا ، لما فيه آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وما فيه شيعتهم ، حتى استأذن عليّ أبو عبد الله أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين صلوات الله عليه ، فاستقبلته وأدخلته منزلي ، فرحبت به وسرتني سلامته [قادما] من البصرة ، ثم ما شعرت بشيء وأنا في الحديث معه ، والتوجع لما فيه أمة محمد صلىاللهعليهوآله ، حتى استأذن إليّ أبو محمد القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل الرسي عليهالسلام ، فاستقبلته وأدخلته ورحبت به ، وسررت بسلامته [قادما] من الحجاز ، وجعلنا نتحدث ونذكر ما فيه الناس من الظلم والتعدي ، وما تغلب عليه الجائرون ، حتى استأذن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن عليهمالسلام ، فغدوت واستقبلته وأدخلته الدار ، وهنأت له بسلامته وقدومه من الشام سالما ، لأنه كان يكون بجبل فكام ، وأقبل عليه أحمد بن عيسى والقاسم بن إبراهيم يسألانه عن حاله وأمره.
قال : وراءهم أبو محمد الحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد عليهمالسلام ، فجاءنا ودق علينا الباب فقمت ففتحت له ، فسلم على القوم ودعا لهم بالسلامة ، وقال : الحمد لله الذي جمعنا وإياكم في دار ولي من أوليائنا.
قال محمد بن منصور : وهؤلاء هم الذين كان يشار إليهم ، ويفزع السلطان منهم ، وقد امتنعوا من الحضور عندهم وفي مجالسهم وأخذ عطاياهم.
قال محمد بن منصور : فورد عليّ من السرور ما لا أحسن أصفه ، ودهشت وأردت أن أخرج فآخذ ما يأكلون ، فقالوا إلى أين تمضي ، زرناك وتتركنا وتخرج؟!
فقلت : يا سادتي آخذ لكم ما يصلح لكم من المأكول. فقالوا : وما عندك شيء؟
قلت : بلى ، ولكني أستزيد.
فقالوا : وما عندك؟ فقلت : عندي خبز وملح ولبن وتمر. فقالوا : أقسمنا عليك لا