تفرقوا ومضى القاسم بن إبراهيم إلى الحجاز ، وأحمد بن عيسى إلى البصرة ، وعبد الله بن موسى إلى الشام ، ورجع الحسن بن يحيى إلى منزله ، فكانوا على بيعة القاسم عليهالسلام (١).
جهاد الإمام
إن الجهاد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والخروج على الحاكم الظالم ، بالثورة المسلحة يعتبر الأصل الخامس من أصول الدين لدى الزيدية ، فإذا كان الجهاد يوازي أو يرقى إلى مستوى توحيد الله وعدله ، فلا عجب إذا إن رويت الأرض من دماء شهداء الفضيلة ـ الزيدية ـ ولا عجب أيضا إن ملأت قبورهم ساحات العراق وإيران واليمن والمغرب والمدينة وسائر البقاع ، فما ذلك إلا ضريبة لازمة للحق الذي آمنوا به ، وثمن مدفوع للشعار الذي رفعوه.
قال الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب : والله لم أخرج أشرا ولا بطرا ، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي. ألا ترون إلى الحق لا يعمل به ، وإلى الباطل لا يتناهى عنه.
وقال الإمام زيد بن علي : والله لوددت أن يدي معلقة بالثريا ثم أقع حيث أقع على أن يصلح الله بي أمر أمة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وقال وقد خفقت الرايات على رأسه : الحمد لله الذي أكمل لي ديني ، والله إني كنت أستحيي من رسول الله صلىاللهعليهوآله أن أرد عليه ولم آمر في أمته بمعروف ولم أنه عن منكر.
وقال : والله لوددت أنها تؤجج لي نار ثم أقذف فيها على أن يصلح الله بي أمر أمة جدي.
وقال الإمام زيد في دعوته ـ البيان والبرنامج السياسي لثورته ـ : أدعوكم إلى كتاب الله وسنة رسول الله ، وإماتة البدع ، وإحياء السنن ، وإعطاء المحرومين ، والدفع
__________________
(١) تتمة المصابيح لأبي العباس الحسني / ٣٢١ ـ ٣٢٥. (مخطوط).