إلا وجد بعدها باعا ، بل يجد أبدا سرمدا ، زيادة في الدلالة ومددا ، (١) يمده (٢) بما استمده ، ويدله على الله وحده ، لما وسّع الله في ذلك للمقربين برحمته ، ووهب فيه للمستدلين من نعمته.
ألا ترى كيف يقول سبحانه : (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِباساً وَالنَّوْمَ سُباتاً) [الفرقان : ٤٧]. ولباس الشيء فهو ما غشيه وواراه ، ونوم النائم فهو ما أسبته وأهداه (٣) ، وكلّ فقد نعلمه ونراه (٤).
[الله خالق الكون]
والدليل على أن الله صنعه وأنشأه ، أن لا يعلم له صانع ولا منشئ سواه ، وأن نشأته بيّنة ، وصنعته نيّرة ، بما تبيّن فيه ، ويشهد بتّا عليه ، بالنشأة والتدبير ، والصنع (٥) والتقدير ، من جيئته تارة وذهابه ، ومفارقته وإيابه ، وكل ما جاء وذهب ، وفارق وتأوّب ، دل ذلك من حاله ، على تصريفه واجتعاله ، وثبت مصرفه بما ثبت من تصريفه ، وبما يرى بيّنا من اختلافه وتأليفه ، ولم يكن مصرّف أبدا إلا من مصرّف ، ولا تأليف ما كان إلا من مؤلّف ، (٦) وكذلك اللباس فلا يكون أبدا (٧) إلا من ملبس للباس ، ولا النوم والسبات إلا من مسبت منيم بغير ما شبهة ولا التباس ، لأن ذلك كله ، وآخر ما يدرك من ذلك وأوله ، صنع وجعائل ، لا تكون إلا من صانع جاعل ، وفطرة وفعائل ، لا تكون إلا من مفتطر فاعل ، وكذلك ما جعل الله سبحانه من النهار نشورا ،
__________________
(١) .....
(٢) في (ب) و (د) : وممدا. وفي (ب) : يمداه.
(٣) السبت : الراحة. وأهداه : من الهدوء.
(٤) في (ب) : يعلمه ويراه.
(٥) سقط من (أ) و (ج) : الصنع.
(٦) في (ب) و (د) : لمؤلف.
(٧) سقط من (أ) و (ج) : أبدا.