سبحانه وإحداثا ، وإحياء به (١) لموتى الجهالة وانبعاثا ، وإكراما منه بذلك لنبيه ، وصيانة منه (٢) لوحيه.
فمن أين ـ يا ويله ـ أنكر من هذا ما كان مستبانا؟! وما يراه الناس في كل حال عيانا؟! أو يقول إن ما يرى من هذا لم يزل ، وأنه ليس بحادث كان بعد أن لم يكن ، فأين كانت مردة قريش عن الرسول به؟! ودلالتها للعرب (٣) فيه على كذبه ، وهو يزعم لها أن ما رمي بها عند بعثته ، وأن الرمي (٤) بها علم من أعلام نبوءته ، فلو كانت عند قريش ـ على ما قال ـ حالها ، لكثرت على الرسول فيه أقوالها ، ولما أرادوا من شاهد أكبر بيانا من هذا في إكذابه ، ولكن ابن المقفع يأبى في هذا وغيره إلا ما ألف من ألغابه (٥).
للعرب إذ أكثرها أهل ضواحي وبادية ، وقريش (٦) فإذ كانت منازلها على جبال عالية ، أحدث بالنجوم عهدا ، وأشد في الكفر تمردا ، من أن يكون أمرها على خلاف ما قال الرسول فيها ، ثم لا يكذبونه فيما زعم من اختلاف حاليها (٧) ، وإلا فالرسول كان في حكمته ، (٨) وفيما كان له عليهالسلام من فضيلة الصدق عند عشيرته ، يتقول مثل هذا لعبا ، أو يفتريه عندهم كذبا ، بل ليت شعري ما أنكر؟! ولم ـ ويله ـ نفر
__________________
(١) في (ب) : وإحيائه.
(٢) في (ج) : وصلة منه. مصحفة. وفي جميع المخطوطات الاعنة بدل : منه. ولعلها مصحفة. والصواب ما أثبت. لأن الشهب رصدت لمنع الشياطين من استراق السمع.
(٣) في (أ) و (ج) : للغرر.
(٤) يعني أن ابن المقفع يزعم أنه لم يرم بشيء بعد بعثه صلىاللهعليهوآله وأن الرمي لم يكن علما من أعلام نبوته.
(٥) في (أ) و (د) : ألعابه. وفي (ب) و (ج) : الغاية. ولعل الصواب ما أثبت. وألغاب : جمع لغب. وهو الإفساد ، والحديث الخلف ، وسيئ الكلام.
(٦) في (أ) و (ب) و (ج) : وبادية قريش فإذا كانت.
(٧) في (أ) : خاليها. (ب) : حمالتها. وفي (ج) : لفظة مهملة.
(٨) في (أ) و (ج) : حكمه.