مسألته عن الاكثار والشّغب والملادة.
وكما التقى بالنصارى التقى أيضا باليهود.
ففي المسائل : وسألته عن قول اليهود : (عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ) [التوبة : ٣٠]؟
ف [قال] : قد يكون عنى بذلك ماضيهم ، وأن يكون أيضا اليوم من يقول من باقيهم ، وليس كلهم لقيت ، وإنما لقيت منهم من شاهدت ورأيت.
قال : وسألته : عن الذبيح أهو إسماعيل أو إسحاق؟
فقال : قد صح أنه إسماعيل ، على ما في كتاب الله من التنزيل ، لأن الذبح والقربان بمنى ، وفي ذلك دليل على أنه إسماعيل ، لأنه كان بمنى وإسحاق يومئذ بالشام ، إلا أن اليهود تأبى وتزعم أن الذبيح إسحاق ، وليس قولهم في ذلك محمودا.
المشبهة
وها هم المشبهة والمجسمة يثيرون البلبلة الفكرية في أوساط العامة ، ويشوهون نقاء العقيدة الإسلامية بخرافاتهم وأحاديثهم المستقاة من خرافات أهل الكتاب وأقاصيصهم المفتراة ، ذات الصلة الوثيقة بالتصور الوثني الساذج للإله. فلقد نهى عمر بن الخطاب عن جمع الحديث وروايته بلا تحفظ ، خوفا من اختلاطه بكتاب الله من ناحية ، وخوفا من الافتراء على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من جهة أخرى ؛ بأقوال لم يقلها ، فيتم تحريف الدين عن مقاصده وأهدافه التي نزل القرآن بها ، وانقسم الصحابة بين متحفظ في الرواية ، وهؤلاء قلّ ما نقل عنهم عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولكن كان هناك من الصحابة من توسع في الرواية من أمثال عبد الله بن عمر وأبي هريرة.
ولكن لم يبق الأمر على ما وضعه عمر ، فقد جاء من بعده فبدءوا في الرواية والتدوين بشكل ما ، حتى جاء الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز ، فأمر بتدوين السنة ، وانتشر المحدثون في بقاع العالم الإسلامي يجمعون السنة من الحفاظ ومن المدونات والصحائف ، وقد كان لبعض الصحابة صحائف خاصة جمعوا فيها قدرا من حديث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهكذا نجد السنة قد مضى عهد طويل بين زمن