وفسّر النظر بمعنى الدعاء ، ونفى أن يكون النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قد رأى ربه في الإسراء والمعراج ، وإنما رأى جبريل عليهالسلام على حقيقته وهيئته التي خلقه الله عليها ، أما الإدراك فهو بمعنى المشاهدة والملاقاة جهرة ، أو ما يرد على القلب ، وهو يتفاوت بتفاضل المؤمنين بعضهم عن بعض.
وفي آخر هذا الرد يقدم مفهوما لإدراك الله في الدنيا ، يرد على قلوب العارفين الصالحين من عباد الله ، تبدو به سمات شخصيته الروحية والصوفية العارفة ، ومعايشته للإيمان تجربة ومنهاجا.
الرافضة
يرد الإمام القاسم بن إبراهيم على الروافض في زعمهم أنه لم يخل قرن من القرون إلا وفيه له وصي نبي أو وصي من وصي ، يقيمه الله تعالى حجة على عباده ، له علم خاص وحال خاصة ومن جهله ضل ، وطاعته مفروضة ، ومعرفته مفروضة على جميع أهل زمانه.
وبدأ الإمام القاسم في نقض هذه المقالة من وجوه عديدة ، منها : أين كان هذا الوصي الحجة في الفترات التي خلت من الرسل ، وإن كان موجودا لم لم يعرّف بنفسه أو يدع قومه إلى الإيمان به وتوحيد الله تعالى ، وما الحاجة للرسل إذا كان هؤلاء الأوصياء موجودين في كل زمان؟!
ويرد على الروافض دعواهم بأنها تكذيب للرسل وإلحاد بالكتب ، ولا يفوه بمثل هذه الدعوى إلا كافر عنيد وخصم ألد ، فلا الله تعالى بث في عباده حججا هي أوصياء على خلقه ، ولا الأنبياء غابوا عن عباده برسالته الهادية إلى توحيده وتفريده.
والآيات المحكمات من نص كتاب الله دالة على بعث الله للرسل والكتب ، وأنهم سرج هداية للبشر ، ولم يقم لغيرهم حجة على خلقه.
ويدعي الروافض أن النبي عليه أن يتعرف على وصي زمانه ويأخذ الإذن منه! ..
وأن الوصي خير من النبي .. وغير ذلك من ترهات كفرية أحصاها عليهم الإمام القاسم.