الإمامة
يعد مبحث الإمامة نموذجا صالحا لمعرفة كيف تعامل المتكلمون مع واحدة من أهم مسائل الإسلام السياسي ، وإمكان اتخاذ هذه الآراء كقاعدة لتأسيس منهج جديد لعلم الكلام في تعامله مع القضايا المطروحة الآن في الساحة السياسية ، كالإسلام والديمقراطية ، والإسلام والثورة ، والإسلام والتعددية الحزبية ، والإسلام والآخر كأهل الذمة والغرب ، والإسلام والمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان كالعدل والمساواة والإخاء والحرية ، والإسلام وحقوق المرأة ، والإسلام والإبداع ، والإسلام والمعارضة السياسية ، والإسلام والنظم العالمية ، إلى آخر هذه القضايا الساخنة في الساحة الفكرية المحلية والعالمية ، والتي تمثل تحديا لتاريخنا الفكري وواقعنا الحضاري في البقاء أو التنحي ، والتي تبدأ بجدية التناول والطرح وعمق الأفكار والنظريات التي يقدمها المسلمون لإنسان القرن القادم ، وعصر الكونية والعولمة والفضاء وما بعد الفضاء! ..
ولا يعقل أن نتنكر لها لتبقى القضايا السياسية أو المتعلقة بالإسلام وأصول الحكم ، كما هي دون تغيير من حيث النظرية أو التطبيق. فما موقف الإسلام من الإرهاب ، وما الحلول التي يقدمها من أجل حماية الشعوب من إرهاب الدولة وإرهاب الجماعات المسلحة على حد سواء؟! وما موقف الإسلام من الاقتصاد المحلي والعالمي ، وما الذي سيقدمه للعرب في ظل نظريات الجات وانفتاح السوق ، وما الإسهام الذي سيقدمه العلماء والباحثون من أجل الوحدة العربية والإسلامية في مقابل أوربا موحدة ، وغرب موحد ، كما أن الصراع الحضاري يفرض نفسه ، فمن نظرية صمويل هانتجتون الأستاذ بجامعة هارمز الأمريكية في كتابه «صدام الحضارات» ، والذي يصور لنا مستقبلا يحل فيه صراع الحضارات محل الحرب الباردة والمعارك الإيديولوجية ، ومحل الفاشية والشيوعية والديمقراطية ، التي سيطرت على معظم هذا القرن ، ويتوقع أن يميل الناس إلى تعريف أنفسهم وفقا لانتماءاتهم الحضارية : الغربية ، الإسلامية ، الصينية ، الأمريكية ، اللاتينية ، الأرثوذكسية ... إلخ. وأن هذا الصراع سيظهر عند نقاط التقاطع!
أما الصراع الإسلامي الغربي فهو أكثر نقاط الصراع استمرارية وسخونة ، أما