تَرَدَّى (١١)) تأويله (١) : إذا هلك وردي ، بعد أن كان قد أرشد وهدي ، وما أغناه من دنياه ، و [ما] ملّكه الله إياه ، فجعله الله له ، فهو لله قبله ، ألا تسمع كيف يقول في ذلك تعالى : (إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى (١٢) وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى (١٣) فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى (١٤)) ، وما كان من النيران يتلظى ، فهو أشدها لهبا وسعيرا ، وأنكرها في الحرّ والتحريق مصيرا.
ثم أخبر تبارك وتعالى من يصلاها ، والإصلاء : فهو التحريق فيها ، فقال : (لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى (١٥) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (١٦)) ، كذب بالجزاء والمثوى ، وتولى عن البر والتقوى ، ثم أخبر سبحانه أن سيجنب هذه النار المتلظية من اتقى فقال جلّ ثناؤه : (وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (١٧) الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ) ، يؤتي : يعطي ماله (يَتَزَكَّى (١٨)) ، تأويلها : ليطيب بها عند الله ويزكّى ، (وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى (١٩)) ، تأويله يريد : يكأفأ ، (وَلَسَوْفَ يَرْضى (٢١)) ، بما يعطى ويجزى ، إذ (٢) أعطى ما أعطى لابتغاء وجه ربه ، وما أراد من رضاءه به (٣).
تفسير سورة الشمس
بسم الله الرحمن الرحيم
وسألته صلوات الله عليه عن تفسير : (وَالشَّمْسِ وَضُحاها (١) وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها (٢))؟
__________________
(١) في (ب) : تأويلها.
(٢) في (ب) : إذا.
(٣) عن أبي خالد عن الإمام زيد عليهالسلام في قوله تعالى : (إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى) معناه : إن عالمكم لمختلف ، وقوله تعالى : (وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى) معناه : بخل بما لا يبقى واستغنى بغير غنى.
وقوله تعالى : (وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى) معناه بالجنة ، ويقال : بلا إله إلا الله ، وبالخلق.
وقوله تعالى : (وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى) معناه : إذا هلك ومات ، ويقال : إذا تردى في جهنم.
تفسير الغريب / ٣٩٣.