أسرار القرآن ، وهذه خاصة من حالاته ، أحد أعلام الإمام (١) بعده ودلالته ، التي لا توجد وإن جهد ملتمسها ، ولا يقتبس إلا من إمام مقتبسها ، فجعل الله جل ثناؤه ، وتباركت بقدسه أسماؤه ، ما قدمنا ذكره ، وأثبتنا في الحجة أمره ، من خاص دلائل الأوصياء ، كرامة خصهم بها بعد الأنبياء ، وأبانهم بها من الأئمة ، واحتج بها لهم على الأمة.
[دليل الإمامة]
ثم أبان الأئمة من بعدهم ، ودل الأمة فيهم على رشدهم ، بدليلين مبينين ، وعلمين مضيئين ، لا يحتملان لبس تغليط ، ولا زيغ شبهة تخليط ، لا يطيق خلقهما متقن ، ولا يحسن تخلفهما محسن ، ولي ذلك منهما وفيهما ، ومظهر دلالة صنعه عليهما ، الله رب العالمين ، وخالق جميع المحدثين ، وهما ما (٢) لا يدفعه عن الله دافع ، ولا ينتحل صنعه مع الله صانع ، من القرابة بالرسول صلى الله عليه ، وما جعل من احتمال كمال الحكمة فيمن الإمامة فيه ، وحد الحكمة وحقيقة تأويلها ، درك حقائق الأحكام كلها ، فاسمع لقول الله جل ثناؤه ، وتباركت بقدسه أسماؤه ، فيما ذكرنا من مكان قرابة المرسلين ، وما جعل من (٣) وراثة النبوة في أبناء النبيين ، قال الله تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً
__________________
ـ الحقائق / ٤٣ ، وقال : أخرجه الديلمي. ورواه ابن حجر في الصواعق / ٧٣ ، وقال : أخرجه البزار والطبراني في الأوسط عن جابر ، والحاكم وابن عدي عن ابن عمر ، والترمذي والحاكم عن علي.
وأخرجه الترمذي ٢ / ٢٩٩ بلفظ : أنا دار الحكمة ، وأبو نعيم ١ / ٦٤ ، والبغدادي في تاريخه ١١ / ٢٠٤ ، والهندي في الكنز ٦ / ٤٠١.
ورواه الكنجي الشافعي في كفاية الطالب ٢٢١ / ٥٨ ، وابن حجر في اللسان ٢ / ١٢٣ ، والذهبي في الميزان ١ / ٤١٥ (١٥٢٥) ، والسيوطي في الجامع الصغير ١ / ٣٧٤ ، والقندوزي في ينابيع المودة / ٧٣ ، وللعلامة المحدث الغماري الحضرمي كتاب بعنوان (فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي) ، وللعلامة الأميني موسوعة الغدير ذكر للحديث أكثر من مائة مصدر.
(١) في (د) : إحدى. وفي (أ) : الإمامة.
(٢) سقط من (ب) : ما.
(٣) سقط من (ب) : من.