فلم (١) يفرق الله بين الكتاب والحكم والنبوة فيما قص من خبر بني إسرائيل ، فقال لمحمد عليهالسلام : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) [النساء : ٥٤] ، (٢) فكان علي عليهالسلام أول من سبق إلى الإسلام من أهل بيت الطهارة والصفوة ، لا ينازعه في ذلك أحد من بني عبد المطلب ، ولا يستحقه دونه أحد ، ثم دعا رسول الله عليهالسلام عند حضور وفاته ـ وبنو عبد المطلب والمهاجرون والأنصار يومئذ عنده ـ فدعا بسيفه ودرعه وسلاحه ودابته وجميع ما كان له ، حتى تفقد عصابة كان يعصب بها على بيضة الدرع ، ثم دفع ذلك إليه صلوات الله عليهما ، وبنو عبد المطلب شهود والمهاجرون والأنصار. ثم استخلفه بمكة حيث عزمت قريش على أن تبيّت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ليقتلوه أو يخرجوه ، فاضطجع على فراشه (٣) فوقاه بادرة الحتوف
__________________
ـ فيكم الظالم لنفسه؟ قال : الذي استوت حسناته وسيئاته وهو في الجنة.
فقلت : والمقتصد؟ قال : العابد لله في بيته حتى يأتيه اليقين. فقلت : السابق بالخيرات؟ قال : من شهر سيفه ، ودعا إلى سبيل ربه. الحسكاني في شواهد التنزيل ٢ / ١٠٤ (٧٨٢).
وروى عن زيد بن علي قال : (الظالم لنفسه) المختلط منا بالناس ، (والمقتصد) : العابد ، (والسابق): الشاهر سيفه يدعو إلى سبيل ربه. الحسكاني ٢ / ١٠٤ (٧٨٣).
وعن علي عليهالسلام قال : سألت رسول الله صلىاللهعليهوآله عن تفسير هذه الآية؟ فقال : هم ذريتك وولدك. الحسكاني ٢ / ١٠٤ (٧٨٣).
ورواه فرات الكوفي في تفسيره ٢ / ٣٤٧ (٤٧٣) عن زيد بن علي ، وعن محمد بن علي الباقر ٢ / ٣٤٨ (٤٧٤).
وأخرجه محمد بن سليمان الكوفي في المناقب ٢ / ١٦٤ (٦٤٣) عن زيد بن علي عليهماالسلام.
(١) في المخطوط : فلن. ولعل الصواب ما أثبت.
(٢) روى الحسكاني عن جعفر بن محمد : نحن المحسودون. شواهد التنزيل ١ / ١٤٣ (١٩٥). وعن ابن عباس برقم (١٩٦) ، وعن جعفر بن محمد أيضا برقم (١٩٧).
ورواه الحبري في تفسيره ٥ / ٢٥٥ (١٩).
ورواه فرات الكوفي في تفسيره عن جعفر بن محمد ، وعن محمد بن علي الباقر ١ / ١٠٦ (٩٩) و (١٠٠) ، ١١٠٧ (١٠).
(٣) عن أبي سعيد الخدري قال : لما أسري بالنبي صلىاللهعليهوآله يريد الغار ، بات علي بن أبي طالب على فراش رسول اللهصلىاللهعليهوآله ، فأوحى الله إلى جبرئيل وميكائيل : إني قد آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخر ، فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة؟ فكلاهما اختاراها وأحبا الحياة ، ـ