وتعالى آياته وبيّنها لمن يستحق تفصيلها وبيانها من المؤمنين.
[المعرضون عن الذكر]
وقال (١) تبارك وتعالى فيمن أعرض عن ذكره بعد قيام حجته وطغى وتعدى : (فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَياةَ الدُّنْيا (٢٩) ذلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدى) (٣٠) [النجم : ٢٩ ـ ٣٠].
وكما قال عيسى بن مريم ، صلىاللهعليهوسلم : (لا تمنعوا الحكمة أهلها فتظلموهم ، ولا تبذلوها لمن لا يستأهلها فتظلموها ، ولا تطرحوا كرائم الدّر بين الخنازير فيقذروها) (٢).
وكما قيل للمتكلم (٣) بالحكمة عند من (٤) لا يعقلها ، ويؤثرها فيقبلها ، كالمغني عند رءوس الموتى ، (٥) وكذلك من أمات الله قلبه عن (٦) آياته ، فلم يقبلها هلكة وموتا.
وكما ذكر عن يحيى بن زكريا صلى الله عليه : أنه سارت (٧) طائفة من الزنادقة وأبنائها إليه ، يريدون تطهرته ومسألته تعنتا (٨) وتمردا ، فقال لهم إذ علم أنهم لا يريدون بمسألته الرشد والهدى ، عند ما طلبوا من ذلك إليه : يا أبناء الأفاعي ، ائتوا بثمرة (٩) تصلح
__________________
(١) في (أ) : فقال له تبارك وتعالى. وفي (د) و (ه) : وقال له تبارك وتعالى.
(٢) نص الإنجيل هكذا : (لا تعطوا النفوس للكلاب ، ولا تطرحكم دركم قدام الخنازير ، لئلا تدوسها بأرجلها وتلتفت فتمزقكم). إنجيل متى الإصحاح السابع / ٧٦.
(٣) في الأصل و (د) : قيل المتكلم.
(٤) في جميع المخطوطات : عمن ، ولعلها مصحفة ، والصواب ما أثبت ، والله أعلم.
(٥) هذا مثل معروف يقال للذي يتكلم عند من لا يفهم.
(٦) في (أ) و (د) : من :
(٧) في جميع المخطوطات : صارت. ولعل ما أثبت هو الصواب. والله أعلم.
(٨) في (أ) و (د) : تعبثا.
(٩) في (أ) و (ب) و (ج) و (ه) : بتمرة.