عليه : (صل بالناس (١)) ...
__________________
(١) أخرجه البخاري : برقم (٦٢٤). ومسلم برقم (٦٢٩). والترمذي برقم (٣٦٠٥). وابن ماجة برقم (١٢٢٢) وأحمد برقم (٤٨٩٤). ومالك برقم (٣٧٤). والدارمي برقم (١٢٢٩).
[وقفة تأمل]
روي أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مرض فاشتد مرضه فقال : مروا أبا بكر فليصل بالناس قالت عائشة : إنه رجل رقيق إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس ، فأمر ثانية فعادت ، فأمر ثالثة فصلى بالناس في حياة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم. أخرجه البخاري فتح الباري ٢ / ١٣٠ ، ومسلم بشرح النووي ٤ / ١٤٠ ، وقالت عائشة : لقد راجعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في ذلك ، وما حملني على كثرة مراجعته إلا أنه لم يقع في قلبي أن يحب الناس بعده رجلا قام مقامه أبدا!!
أقول وهو يمكن أن تكره عائشة هذا الخير لأبي بكر؟!! ثم هل تجوز لها هذه المراجعة التي أغضبت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : إنكن لصواحب يوسف. وما يقصد بصواحب يوسف؟! مع العلم أن صواحب يوسف هن اللائي راودنه بالفحشاء عن نفسه. ثم كيف تجوز المراجعة بذلك الشكل مع قول الله تعالى : (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ). وأيضا قالت مما حملها على المراجعة : كنت أرى أنه لن يقوم مقامه أحد إلا تشاءم الناس به فأردت أن يعدل ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن أبي بكر. أقول : وهذه العلة تنقض العلة الأولى ، فهنالك كراهة محبة الناس له ، وهنا خوف تشاءم الناس به!! فأيهما أصح؟!!
وفي رواية أخرى أخرجها البخاري الفتح ٢ / ١٣٠ ، ومسلم بشرح النووي ٤ / ١٤١ ، أن عائشة قالت : إن أبا بكر رجل أسيف وإنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس ، فلو أمرت عمر!! وطلبت من حفصة أن تقول له ذلك. فغضب صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقالت حفصة لعائشة : ما كنت لأصيب منك خيرا. هذا عند البخاري ، وعند مسلم ، قالت : فلما دخل في الصلاة وجد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من نفسه خفة فقام يهادى بين رجلين ورجلاه تخطان في الأرض ، قالت : فلما دخل المسجد سمع أبو بكر حسه ذهب يتأخر ، فأومأ إليه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قم مكانك فجاء رسول الله حتى جلس عن يسار أبي بكر ، قالت : فكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يصلي بالناس جالسا وأبو بكر قائما ، يقتدي أبو بكر بصلاة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ويقتدي الناس بصلاة أبي بكر. وهو عند البخاري ٢ / ١٣٢.
أقول : لقد تغيرت العلة التي حملت عائشة على المراجعة في هذه الرواية ، وهذا اضطراب واضح يضعف الرواية.
وفي رواية أخرجها البخاري الفتح ٢ / ١٣٧ ، ومسلم ٤ / ١٣٥. عن عائشة قالت : ثقل رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : أصلى الناس؟ قلنا : لا ، هم ينتظرونك. قال : ضعوا لي ماء في ـ