من غيرها عندهم واقع ، ولا يسمع بمثل تفسيرها أبدا منهم (١) سامع ، فمن أبى ذلك ، وأنكره أن يكون كذلك ، فليأت بمثل سورة كبيرة ، من سوره (٢) أو صغيرة ، فلن يفعل ولو أجلب بالخلق كلهم أبدا ، ولن يزداد بذلك لو كان كذلك من أن يأتي بمثلها إلا بعدا ، كما قال الله سبحانه : (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٢٣) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ) (٢٤) [البقرة : ٢٣ ـ ٢٤].
وفي الكتاب والقرآن ، وما جعل الله فيه من البيان ، ما يقول سبحانه لرسوله ، صلى الله عليه وعلى آله : (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (١٦) إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (١٧) فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (١٨) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ) (١٩) [القيامة : ١٦ ـ ١٩]. فما على الله تبارك وتعالى بيانه ، فلن تضل عنه أبدا حجته ولا برهانه.
وفي تعجب مستمعة الجن به ، (٣) وما سمعوا عند استماعهم (٤) له من عجبه ، ما يقول سبحانه لرسوله ، صلى الله عليه وعلى آله : (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً) (١) [الجن : ١] ، فجعله تبارك وتعالى لهم عجبا معجبا(٥).
وأيّ عجب أعظم ، أو حكمة أحكم ، أو كتاب أعلى وأعزّ ، وأحفظ من كل ضلال وأحرز ، لمن (٦) كان من أهله ، أو منّ عليه (٧) بتقبله ، عند من يفهم أو يعقل ، أو يفرق بين الأمور فيفصل ، من حكمة الله في تنزيله ووحيه ، وما جعل فيه من ضلال عدوه وهدى وليّه ، وهو أمر من أمور الله واحد ، يضل به الضال ويرشد عنه الراشد ، فهو ضلال لمن ضل عنه ، وهدى ورشد لن قبل منه ، ونجاة لمن اتقى ورحمة وبركة ،
__________________
(١) في (ب) : مثل. وفي (أ) و (ب) و (ج) و (ه) : تفسيرها منهم أبدا سامع.
(٢) في (أ) و (ب) و (ج) و (ه) : من سوره كلها أو صغيره.
(٣) في (ج) : وفي عجب مستمعة. وفي (ب) تعجب سمعة. وسقط من (د) : به.
(٤) في (ج) : استماعه لهم.
(٥) سقط من (أ) و (د) : معجبا.
(٦) في (ب) و (ه) : ولمن.
(٧) سقط من (ج) : عليه.