بسم الله الرحمن الرحيم
[دعاء]
أستعصم الله بعصمته التي لا تهتك ، وأسترشده إلى السبيل (١) التي ينجو بها من الردى من هلك ، وأستوهبه التوفيق لهدايته ، والحظ الوافر من طاعته ، وأرغب إليه في إلهام حكمته ، واجتناب معصيته.
[توحيد الله]
إن الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، الذي لا كفؤ له موجود ، ولا والد ولا مولود ، تعالى من أن يتخوّنه (٢) أبد ، أو يقع عليه عدد ، فطر الأرض والسماء ، وابتدع الأشياء ، وأنشأ المخلوقين إنشاء ، بلا معين يشاركه في التدبير ، ولا ظهير يؤازره على ما أبرم من الأمور ، ولم يمسسه في ذلك كلال ، ولم يتخرمه (٣) نصب ولا زوال ، ولم تتوهّقه (٤) عن محكم الصنعة العوائق ، ولم يشتبه عليه ما أتقنه علمه السابق ، بل نفذ بمشيئته ما أبرم ، ومضى في خليقته ما علم ، بلا اختلاج (٥) اشتبهت عليه فيه الآراء ، ولا توهّم تفاوتت عليه فيه الأشياء ، فتعالى عما يقول فيه (٦) الظالمون ، وعز وتقدس مما (٧) يتفوّه به العادلون ، جعل الأنام شعوبا وقبائل متعارفين ، وفيما تنازعهم إليه الأنفس غير مؤتلفين ، مختلفة هممهم ، لا يشتبه تصرفهم ، وكل يعمل على شاكلته ، ويسلك سبيل طبقته (٨).
__________________
(١) في (ب) و (د) : الذي ينجو به.
(٢) في (ه) : عن أن. يتخونه ، أي : يغيّره.
(٣) الكلال : الإعياء. يتخرمه : يقطعه ويستأصله.
(٤) تتوهقه : تعوقه وتمنعه.
(٥) الاختلاج : الشك والريب.
(٦) سقط من (ب) و (ج) و (د) : فيه.
(٧) في (ب) : أشار ب (عن) في نسخة.
(٨) الشاكلة : الطريقة. والطبق : الجماعة ، والقرن من الزمان.