* وكثرة الاهتمام بما لا يغني.
* وتكدير المعاش.
* والخساسة عند الأخيار والأوباش.
* وحرقة القلب.
* ومضادة الرب.
واعلم يا بني : أن البغي داء لا دواء له ، فمن كثر في المحظوظة (١) تشكّكه ، طال في البغي محكّه ، والبغي فرع الحسد الأعظم ، وبه تحل النقم ، وتزلزل القدم ، والباغي مخذول ، مفلول ، (٢) والمبغي عليه بالخبر (٣) عن الله مؤيد بتعجيل النصرة ، في الدنيا والآخرة ، (٤) فإياك والبغي أن تلهج به فتكون صريعه الذي لا ينتشع ، (٥) وقتيله الذي لا يمتنع.
[مفردات أخلاقية]
وأحذرك يا بني : العجلة وإياك أن تكون عجولا ، فيما تجد إلى التثبت فيه سبيلا ، وتبيّن في صدور أمورك من (٦) قبل أن تبدو لك عواقبها ، وتنكشف لك (٧) معايبها.
__________________
(١) المحظوظة : إذا كانت من الحظ ، فمعناه ذات الحظ من الرزق ، وكأن مراد الإمام أنه من كثر ريبه وشكه ، وتردده في الموسع عليهم في الرزق فهذا يعني حسدا ، وعدم انقياد وتسليم بالحكمة الإلهية في ذلك ، فمن كان كذلك فقد طال في البغي تماديه ، ولجوجه.
والمحك : التمادي في اللجاجة ، والمشارة والمنازعة في الكلام. وقد استفرغت وسعي في الكشف والبيان ، فلم أجد إلا هذا. والله أعلم.
(٢) مفلول : مهزوم.
(٣) في (ب) و (ج) و (د) : بالخير ، وهو تصحيف.
(٤) إشارة إلى قوله سبحانه : (ذلِكَ وَمَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللهُ) [الحج / ٦٠].
(٥) في جميع المخطوطات : لا ينتعش. وما أثبت اجتهاد ، لتوافق الفواصل المعهود في كلام الإمام ، ومعناهما متقاربان. فمعنى نعش : ارتفع. ونشع : كرب من الموت ثم نجا.
(٦) سقط من (ب) و (د) : من.
(٧) في (ب) و (د) : عنك معايبها.