صاعا ، وإياك ومذاقة الأخلاء ، (١) والاستطالة بالغناء ، والاستقصاء في شيء من الأشياء.
وألزم نفسك يا بني (٢) : الكرم والتذمم ، (٣) وقلة التعظم ، وأعظم شأنك بالتصمامم(٤) عن اللغو المنكر ، وبالتغافل عن الأمر المصغر.
يا بني وكن للراغب إليك وصولا ، وللضعيف الطارئ عليك منيلا ، (٥) بذات يدك إن أمكنك ، أو بجاهك (٦) إن أعجزك ما أمّل منك ، ولا تتبع عورات الجيران والجارات ، ولا تبحث عما استتر عنك من العثرات ، وتغطّ بستر الله عليك قبل أن يهتك بحثك عن أستارك ، فينكشف ما استتر من عوارك (٧).
[الكذب]
وتهذّب من الكذب ، فإنه مسخطة للرب ، مفسدة للقلب ، ضعة للنبيل ، (٨) نقص لذوي العقول ، وهو ضرب من الفحشاء ، وشيمة من شيم الحمقاء ، ورأس مال أصحاب المنى ، وربما استحلت به الدماء ، وركب به الدهماء ، (٩) واستبيحت به القرى ، وعظمت به البلوى.
فكن يا بني لعرضك منه (١٠) صئونا فإنه إذا تضمنته الأحشاء ، جاشت ..
__________________
(١) في (ب) و (د) : ومداقة الأخلاق. ومذاقة الأخلاء : الذين لم يخلص ودهم.
(٢) في (ب) و (د) : يا بني ألزم نفسك.
(٣) التذمم : الترفع عما يوجب اللوم. والذمام أيضا : الحق.
(٤) التصامم : مصدر تصامّ. أي أرى غيره الصمم وليس به ، والمعنى الإعراض عن اللغو.
(٥) من الإنالة : الاعطاء.
(٦) في (ب) : بجاهل. تصحيف.
(٧) عوارك : عيبك.
(٨) النبيل : الذكي النجيب الفاضل.
(٩) الدهماء : الداهية.
(١٠) في (ب) و (د) : عنه.