قال الوافد : تعرف نفسك ، وتعرف ربك ، وتعرف دينك ، وتعرف دنياك ، وتعرف آخرتك ، فإذا عرفت ذلك فلا حاجة لك إلى غيرك.
قال العالم : كيف تعرف نفسك؟
فقال الوافد : أعرف حدثها ، وأعرف ضعفها ، وأعرف فاقتها ، وأعرف عجزها ، فأجهدها في طاعة ربها ، وأحملها على الخوف لخالقها ، كي أرى خوفها ، واحتمال الأذى (١) ، وأروضها وأحثها على الطلب لما فيه نجاتها ، وأصرفها من الكذب إلى الصدق ، ومن الطمع إلى الورع ، ومن الشك إلى اليقين ، ومن الشرك إلى الإخلاص ، وأخرجها من محبوبها في الدنيا ، وأريضها في السفر (٢) حتى تنال كرامة الله تعالى في الآخرة.
[معرفة الله]
قال العالم : وكيف (٣) تعرف ربك؟
قال الوافد : أعرفه بما عرّف به نفسه من الوحدانية ، ولا أشبهه (٤) بشيء من البرية ، لا يحد بالحدود ، ولا يوصف بالصفات ، إذ هو سبحانه وتعالى خالق كل صفة وموصوف.
[الدين]
قال العالم : وكيف (٥) تعرف دينك؟
قال : الوافد أعرفه بالشريعة التي سنها الرسول (٦) صلىاللهعليهوآلهوسلم ،
__________________
(١) في (ج) : واحتمالها للأذى.
(٢) في (ج) : وأربطها في الفقر. ولعلها مصحفة.
(٣) في (ج) : فكيف.
(٤) في (أ) : ولا يشبهه شيء.
(٥) في (ج) : فكيف.
(٦) في (ج) : رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وبالمحكم من التنزيل وشهاد علانية العقول ، وهي على ـ