شيء ، (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (١١) [الشورى : ١١] (١)). وهو على كل شيء قدير ، فهذه معرفة الله تعالى بالذكر (٢).
وأما المعرفة بالتفكر والنظر بالقلوب ، والتمييز بالألباب ، فهي في عظيم قدرة الله تعالى وارتفاعه ، وعلوه وبقائه ، ونفاذ أمره ، وبيان حكمته ، وإحاطة علمه ، وكثرة خلقه ، وسعة رزقه ، وقرب رحمته ، وجود كرمه ، وكريم تطوله ، وبيان حكمه ، وحسن رأفته ، وجميل ستره ، وطيب عافيته ، فلله الحمد على ذلك كثيرا.
[الإيمان]
قال الوافد : فما وراء ذلك يرحمك الله؟
قال العالم : الإيمان بالله والإقرار به ، وبما جاءت به الرسل من عند الله تعالى ، وتؤمن(٣) جوارحك حتى لا تستعملها في شيء مما يكرهه منك خالقها ، فتكون قد أمنتها من عذاب النار. ومن الإيمان أن يأمن الناس من يدك ولسانك وظنون قلبك ، فإذا فعلت ذلك فأنت مؤمن. ومن الإيمان الرضى بالقضاء ، والشكر على العطاء ، والصبر على البلاء. ومن الإيمان المحافظة على الفرائض والسنن ، والقيام (٤) بالنوافل والفضائل.
ومن الإيمان تعلم أن الله حق ، وقوله حق ، والجنة حق ، والنار حق ، والبعث حق ، والثواب حق ، والحشر حق ، والقيامة حق ، والعرض حق ، والحساب حق ، وأن الله على كل شيء قدير ، وأنك منتقل من هذه الدار الفانية إلى الآخرة الباقية. مسئول عن أعمالك ، موقوف على فعالك وأقوالك ، وإقلالك وإكثارك (٥) ، وإعلانك وإسرارك ،
__________________
(١) سقط ما بين القوسين من (أ). ومن (ج) : سقطت الآية فقط.
(٢) في (أ) و (ب) : فهذه معرفته بالتفكر.
(٣) في (ج) : واتق في جوارحك.
(٤) في (ج) : والمبادرة.
(٥) سقط من (أ) و (ج) : وإقلالك وإكثارك.